هل استُبدل «الهجوم الأوكراني» بـ «ضربات نوعية»؟

مقتْل ضباط روس بعمليات خاصة في سورية

صورة أرشيفية للجنرال الروسي أوليغ بيشيفيستي الذي قتل منذ نحو أسبوع في ريف اللاذقية
صورة أرشيفية للجنرال الروسي أوليغ بيشيفيستي الذي قتل منذ نحو أسبوع في ريف اللاذقية
تصغير
تكبير

منذ أشهر، تتعالى تهديدات الغرب بالإعلان عن حلول «معركة الربيع» الأوكرانية لدحْر القوات الروسية إلى ما بعد شبه جزيرة القرم بمشاركة عشرات الآلاف من الجنود المجهَّزين بأحدث الأسلحة وبدعْم كاملٍ وتخطيط من القوات الأميركية التي حضّرت لهذا الهجوم منذ أربعة إلى خمسة أشهر، كما قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند.

إلا أن الأحداث أثبتت لغاية اليوم، ان هذا «الهجوم» ما هو إلا عمليات تخريبية واغتيالات وهجمات بالطائرات المسيَّرة وقتْل ضباط روس في أماكن متفرقة من العالم بعمليات خاصة سرية لم يُكشف عنها.

وتقول مصادر أمنية في دمشق لـ «الراي»، إن «هجوماً وقع في الأسبوع الأخير من مايو في منطقة خان شيخون (محافظة إدلب) عبر مجموعة من الوحدات الخاصة عالية الخبرة استطاعتْ فتْح ثغرة في الأسلاك الشائكة التي تحمي المكان الذي تتواجد فيه قوات روسية، فدخلت إلى الموقع لتقتل عدة ضباط روس كانوا في داخله.

واستطاعت القوة المُهاجِمة المقدَّرة بـ 6 عناصر الانسحاب بعد تغطية أمّنها لها أربعة عناصر بقوا في دائرة الموقع لتفجير عبوات وحرْف النظر عن الهدف الأساسي (تنفيذ عملية القتل)».

وبحسب المصادر الأمنية، فإن «المهاجمين عطّلوا كاميرات المراقبة قبل الهجوم واستطاعوا تنفيذ العملية بدقة ومغادرة الموقع من دون أي خسائر بشرية في صفوفهم وانسحبوا بسيارات كانت في انتظارهم في مكان ليس ببعيد في اتجاه شرق سورية».

وتعتقد المصادر أن «هدف العملية إرباك الروس وتوجيه الرسائل بأنهم مستهدَفون في أي مكان في العالم يوجدون فيه وأن أعداءهم يملكون المعلومات المتقدمة اللازمة لضربهم ورصد تحركاتهم وتنفيذ المهمات ضدّهم».

لم تكن هناك وسيلة لتأكيد هذه العملية من مصادر متعدّدة، رغم تَقاطُع معلومات من مصادر مختلفة عند أن حدثاً مهماً قد حصل في المنطقة واستوجب رفْع مستوى الانذار في شكلٍ أربك القوات الروسية.

إلا أن هناك تأكيداً من مصادر عدة أن المجتمع السوري يتكوّن من خليط من الناس لهم انتماءات مختلفة موالية لدمشق ومُعارِضة لها. وقد استطاعت أميركا وإسرائيل الاستفادة من عدد لا يُستهان به من هؤلاء ليكونوا جزءاً مهماً من أمنهم القومي لتنفيذ عمليات أمنية.

وقد شهدت سورية أحداثاً أمنية عدة ضد ضباط من الحرس الثوري الإيراني، حتى داخل دمشق، تخلّلها زرْع عبوات ناسفة متقدمة واغتيالات من قبل قناصة أو بالطعن عن طريق مجموعة مدرَّبة ومجهّزة بكواتم صوتية أخْلت مسرح العمليات نحو الجنوب السوري ومنها إلى داخل إسرائيل.

وشهدت روسيا عملياتٍ تخريبية عدة تمثّلت بهجوم بمسيَّرات مفخَّخة ضد موسكو والكرملين ومدينة بيلغورود الحدودية ومحاولات اختراق لمجموعات قتالية داخل الأراضي الروسية.

وما هذه العمليات إلا محاولة لارباك الكرملين وإلهائه وإظهار عجزه عن حماية بلاده في الوقت الذي تهاجم قواته دولةً مُجاوِرة، أوكرانيا.

ومن الممكن أن تكون هذه العمليات هي الحرب الجديدة التي توعّدت بها أميركا ودعمتْها وأعلنت عن التحضير لها مع أوكرانيا.

والسبب وراء هذه النظرية أن أي عملية عسكرية - بالحجم الذي تتحدث عنه أوكرانيا والتي من المفترض أن تضم عشرات الآلاف من الجنود - لا يمكن أن تخبأ.

فالجيش المُهاجِم يحتاج إلى أماكن تَجَمُّع وتحضير لوجستي هائل ونقْل جنود وذخائر إلى الجبهات التي تكشفها عيون الاستخبارات وكذلك العمليات البشرية والإلكترونية وحركة الاتصالات.

وتالياً فإن فقدان القرائن والشواهد وعدم توافر القدرة على إخفاء هكذا حجم من التحضيرات اللازمة، وانعدام بدء القصف التمهيدي وشق الطرق وإزالة العوارض الطبيعية أو الاصطناعية لمرور القوى يدلّ على أن هكذا هجوم غير متوافر أو على الأقل ليس وشيكاً.

هذه الحرب الجديدة التي تشنّها أميركا على روسيا في الخارج وداخل الأراضي الروسية، من الممكن جداً ان تكون هي الحرب الموعودة الآتية والتي من المقدَّر ألّا تتوقف لأن الرئيس فلاديمير بوتين قرّر، لغاية اليوم، ألّا يستخدم الأسلحة غير التقليدية نظراً لانعكاسات السلاح المدمّر على أصدقاء روسيا وإمكان انقلابهم على موسكو.

لا توجد حرب نظيفة بل إن جميع الحروب قذرة. إلا أن هذه الحرب الدائرة قد رفعت جميع المحرّمات وأزالت الخطوط الحمر وهذا ما يجعلها أكثر خطورة من أي حرب مضت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي