بوضوح

أبناؤنا الصغار... والامتحانات!

تصغير
تكبير

... ونحن نعيش أجواء الامتحانات، التي يخوضها أبناؤنا الطلبة والتلاميذ في المرحلتين المتوسطة والثانوية، بين شد ومد مع الأبناء الصغار، لحثهم على الاجتهاد لنيل أعلى الدرجات، لا نعلم أننا نساهم بذلك، ومن دون أن ندري، في التأثير السلبي على نفوس غضّة ومشاعر لا تزال غير قادرة على تحمل ما لا تطيق، من التزامات الجلوس لساعات من أجل القراءة في الكتب الدراسية، وحلّ العديد من نماذج الامتحانات وبنوك الأسئلة.

نفعل ذلك، ونحن لا نعلم ما تسببه تلك الأفعال من آثار نفسية على الأطفال، حيث إننا نستغرب حينما يكبر هؤلاء الأطفال في العمر ونشاهد عصبيّتهم، وانفعالاتهم غير المتوقعة على أقل الأسباب، وعدم صبرهم على مجريات الأمور وإنجاز أمورهم بعجلة وأحياناً بتسرع قد يضرّ بهم.

فأيام الامتحانات يجب أن تكون أكثر هدوءاً، وأقل انفعالاً على الأبناء، حيث إنه من المفترض أن يكون التلاميذ والطلبة لديهم استعداد ذهني ونفسي مريح، كي يدخلوا الامتحانات ويتمكنوا من الإجابة عن الأسئلة براحة بال ومن دون انتظار وعيد الآباء، بالعقاب في حال عدم الحصول على أعلى الدرجات.

ولكن كيف نقوم بذلك؟

ببساطة يجب تعويد الطفل منذ مرحلة الروضة، على أن يقوم بمساعدة نفسه على المذاكرة، وذلك بالتدريج، حتى يصل إلى المستوى الذي يتمكن فيه من الاعتماد على نفسه كلياً في مذاكرة الدروس، مع تعويده بأن تكون هناك أوقات محددة للعب واستخدام الأجهزة الذكية، وأوقات أخرى للمذاكرة، هذه الأمور يجب أن تُزرع بل تُحفر في وجدان الأطفال منذ الصغر، لا أن نتركهم حتى يكبروا وهم معتادون على أن يكون كل وقتهم لعباً وأجهزة ذكية، ثم نشتكي من أنهم لا يستمعون لكلامنا ولا يتوقفون عن اللعب، بينما المذاكرة آخر اهتماماتهم.

فحينما ننجح في تنظيم أوقات صغارنا منذ السنة الأولى لدخولهم منظومة التعليم (مرحلة الروضة)، سننجح أيضاً في أن تكون مذاكرتهم أولاً بأول، ليصلوا إلى أيام الامتحانات، ويكون دورهم فقط مراجعات خفيفة، وقتها سنرى النتيجة المبهرة، وحصول الأبناء الصغار على أعلى الدرجات، بل إنهم حينما يكبرون ويعتمدون على أنفسهم، سيرتاحون في تنظيم أحوال أنفسهم، وسيكونون أكثر قدرة على التميز في حياتهم العملية.

هذه هي خواطري ورؤيتي، في ما يخصص الامتحانات المدرسية، كتبتها من خلال تجاربي ومشاهدتي.

اللهمّ احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها وكل مَن يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي