بوضوح

أجيال المستقبل... والكويت

تصغير
تكبير

يتّفق الجميع على أن السبب الرئيسي وراء تأخر أي مجتمع، يعود إلى عدم الاهتمام بالناشئة والشباب، من خلال منظومة التعليم الرسمية والتي تتضمن الحضانات ورياض الأطفال والمدارس وصولاً إلى الجامعة، ومن ثم الاعتناء بالأنشطة الصيفية، التي تشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد ومهم، وهذا الأمر يجب عدم تركه للمؤسسات والنوادي الخاصة فقط، بل يتعيّن على الجهات الرسمية المشاركة بفاعلية في هذا الشأن.

ونحمد الله أن في الكويت مؤسسات كثيرة، يمكن من خلالها حثّ أبنائنا على الانضمام إليها، ومنها على سبيل المثال النادي العلمي، ذلك الصرح الثقافي الرائد على المستوى الخليجي، والذي يحتوي على ورش عمل كثيرة تفيد الصغار والشباب، مثل النجارة وتصليح السيارات والفلك والكهرباء وغيرها.

والمطلوب من أولياء الأمور النظر باهتمام إلى تلك الأماكن العلمية والتدريبية التي لا تثقلهم بالرسوم المرتفعة، علاوة على الفائدة الكبيرة التي سيتحصل عليها أبناؤهم من الانضمام إليها.

حيث إن تركهم عُرضة للأجهزة الذكية ليل نهار، قد يؤدي إلى تدمير أفكارهم، وحدوث فراغ سلبي في الذاكرة، التي لا تكاد تحتفظ إلا بما هو إلكتروني، في حين تهمل أو قد تهجر الواقع برمته، ما ينعكس سلباً على التحصيل العلمي، وعدم القدرة على التكيّف مع المحيط الخارجي، الذي لا يراه إلا فضاءً إلكترونياً خالياً من الحياة الواقعية.

إن أهمية الاعتناء بأبنائنا الصغار أصبحت مطلباً ضرورياً، خصوصاً في الفترة الصيفية التي تغلق فيها المؤسسات التعليمية أبوابها، وبالتالي فإن البحث عن وسائل وسبل تعليمية بديلة بات أمراً ملحاً، لشغل الفراغ بكل ما هو مفيد وممتع، بالإضافة إلى وضع برامج ترفيهية للأبناء تكون بشكل منظم ومدروس.

فالإجازة الصيفية ليست فقط للجلوس طوال اليوم مع الأجهزة الذكية من تلفونات نقالة وآيبادات وغيرهما، وقضاء الساعات الطوال مع مواقع التواصل الاجتماعي، من دون رقابة، بل إنها فرصة لتجديد حيوية الصغار من خلال أعمال مفيدة وبناءة تعود عليهم بالفائدة، من خلال ممارسة الرياضة بالانضمام إلى النوادي الرياضية، أو الالتحاق بدورات تدريبية في النوادي العلمية.

إننا نريد أن نشغل أوقات فراغ الأطفال والناشئة والشباب بكل ما هو مفيد ومجدٍ، حيث إن العالم لا يتوقف عن التطور والنمو والكشف عن كل جديد ومبتكر، ولن يتسنّى لنا اللحاق بهذا الركب إلا من خلال أجيال المستقبل.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين وأهلها، وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي