مع بروز منتحلين لصفات المؤسسات والشخصيات
مكانة «تويتر» كمنصة للمعلومات الدقيقة... مُهدّدة
ذكرت صحيفة «الغارديان» أن الفوضى عمّت منصة «تويتر»، بعد 24 ساعة من بدء اختفاء علامات الاختيار الزرقاء في الحسابات الموثقة سابقاً، وتفشّت وقائع انتحال الشخصية ونشر المعلومات الكاذبة، بينما لم يشترك سوى القليل من الأشخاص في خدمة «تويتر بلو» الجديدة.
واعتباراً من الجمعة الفائتة، احتوت علامات المستخدمين الزرقاء على رسالة منبثقة تفيد أن الحساب «موثّق لأنه مشترك في خدمة تويتر بلو وأتمّ عملية التحقق برقم الهاتف».
ولا يعني التحقق باستخدام رقم الهاتف سوى أن المستخدم لديه رقم هاتف، وقد أثبت أنه يستطيع الوصول إليه، لكنها خطوة لا تُثبت هوية الشخص، ما أثار المخاوف حيال مدى مصداقية تلك الحسابات، حيث ستصبح الآن مهمة التأكد من صحة الأخبار والتغريدات والمعلومات وغيرها أصعب من قبل.
واستغل العديدون عالم «تويتر» الجديد الخالي من الحسابات الموثّقة، عن طريق تغيير صورهم الشخصية وأسمائهم لانتحال صفة شخصيات بارزة، بدايةً بمؤسس «أمازون» جيف بيزوس، ووصولاً إلى سيناتور أريزونا الراحل جون ماكين.
بينما نشر آخرون تغريدات مقالب من خلال التنكر في صورة حسابات إخبارية رسمية، وذلك بغرض نشر أخبار كاذبة تسخر من ماسك.
وأثار انتحال صفة المؤسسات والشخصيات المخاوف حيال فقدان منصة «تويتر» مكانتها، حيث تُعَدُّ منصةً لتداول المعلومات الدقيقة والمُحدّثة من المصادر الأصلية، خاصةً في حالات الطوارئ.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإنه يُمكن وصف عملية إطلاق خدمة «تويتر بلو» بأنها تمثل إخفاقاً، بداية بردود أفعال المستخدمين ووصولاً إلى التنفيذ، حيث أشار البعض إلى أن علامات الاختيار الزرقاء لم تتم إزالتها من نظام «تويتر» بالكامل على ما يبدو، وظلّت تظهر وتختفي لأيام عدة قبل إزالتها.
وفي الوقت ذاته، واصلت شركة «تويتر» دفع برنامجها الجديد بكل قوة، وأخبرت المعلنين بأن عليهم الاشتراك في «تويتر بلو» من أجل مواصلة عرض الإعلانات، بينما تراجع دخل «تويتر» النقدي من كبار المعلنين بنسب في المئة.
من جهتهم، أشار الباحثون المستقلون إلى أن البيانات العامة المتوافرة من واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بتويتر- المتاحة للمشتركين فقط حالياً- تُفيد بتسجيل 28 حساباً جديداً فقط في خدمة تويتر بلو، وذلك عقب الحملة الكبيرة التي جرت هذا الأسبوع.
وأفاد تقرير آخر أن الرقم يقارب الـ400 حساب جديد، فيما كشف تحليل مستقل من ترافيس براون، مُطوِّر إحدى برمجيات تتبع الشبكات الاجتماعية، أن نسبة الحسابات الموثّقة قديماً التي دفعت للانضمام إلى تويتر بلو لم تتجاوز الـ5 في المئة.