أكد لـ «الراي» أنه «فتح مبين» يعكس الواقعية السياسية ويدشّن لحقبة من السلام والاستقرار في المنطقة

عزام الصباح: اتفاق السعودية وإيران يُؤسّس لنظام إقليمي جديد يرتكز على الاقتصاد والتنمية


عزام الصباح
عزام الصباح
تصغير
تكبير

- سياسة الكويت ارتكزت طوال مسيرتها على الخير والسلام بعيداً عن الأجندات الخاصة
- الكويت نجحت في إضافة البعد الإنساني والخيري للديبلوماسية النشطة
- المنظور الاستراتيجي المتوازن للسعودية يقود المنطقة إلى بر الأمان وبمثابة «سفينة نوح المنجية» من التقلبات الدولية
- استمرار الأزمة الأوكرانية استنزاف مفتوح سيضعف الجميع
- ضرورة الانطلاق نحو مزيد من العمل لدفع عجلة المشاريع التنموية
- لدينا كفاءات شبابية ترفع اسم الكويت بالإنجازات في مختلف المجالات
- الاهتمام بالشباب تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة والنطق السامي الذي يعتبر السراج المنير وسبيل الرشاد

أكد السفير الشيخ عزام الصباح أن سياسة الكويت ارتكزت طوال مسيرتها على الخير والسلام بعيداً عن الأجندات الخاصة، مبيناً أن الكويت نجحت في إضافة البعد الإنساني والخيري للديبلوماسية النشطة.

ووصف الشيخ عزام في لقاء مع «الراي» الاتفاق بين السعودية وإيران بأنه «فتح مبين» يعكس الواقعية السياسية ويُؤسّس لنظام إقليمي جديد يدشن لحقبة من السلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن المنطقة تدخل في عصر التوازن الاستراتيجي بين القوى الدولية والتفاهم بين الرياض وطهران يخدم الاستقرار ويخفف التوتر.

ورأى أن استمرار الحرب في أوكرانيا استنزاف مفتوح سيضعف الجميع.

ودعا الشباب الكويتي إلى الانخراط والمساهمة في مختلف مشاريع التنمية، مؤكداً أن الكويت تمتلك كفاءات شبابية كثيرة ترفع اسم البلاد بالإنجازات في مختلف المجالات.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• شهر رمضان مرتبط أكثر من غيره بعمل الخير ومساعدة المحتاجين، أكثر من 20 عاماً سفيراً في الخارج، كيف تنقل صورة الكويت منها؟

الكويت صورة ناصعة للعمل الخيري والإنساني في مختلف دول العالم، وهذا بشهادة أبناء الدول نفسها، وسياسة الكويت ارتكزت طوال مسيرتها على الخير والسلام بعيداً عن الأجندات الخاصة.

وقد نجحت الكويت في إضافة البعد الإنساني والخيري للديبلوماسية النشطة، وهذا ما يعمل على تعزيزه السفير في أي موقع وُجد به. فمهمتنا تعزيز هذه السمعة بترسيخ العلاقات والانتشار وزيادة الروابط مع مختلف الدول.

والتاريخ يشهد هذا ما جُبل عليه أهل الكويت منذ القِدم أنها في مقدمة الدول التي تهب لنجدة المحتاجين ومساعدة المنكوبين في أي دولة، انطلاقاً من الإرث الإنساني العظيم لبلدنا والذي نسعى جميعاً للحفاظ عليه وترسيخه.

• نشهد في هذه المرحلة أجواء سياسية جديدة إقليمياً بعد الاتفاق السعودي – الإيراني، كيف تقرأون هذا التفاهم الأخير؟

الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران يأتي في مرحلة شديدة الأهمية، وهو بمثابة «فتح مبين» يعكس الواقعية السياسية ويدشن لحقبة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة، ومفاعيل الاتفاق لا تتوقف على عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، إنما ستنعكس إيجاباً على المنطقة بأسرها، وتطبيق ما جاء فيه من شأنه دعم الأمن والاستقرار في دول المنطقة.

كما أن الاتفاق سوف يُؤسّس لنظام إقليمي جديد يخدم الاستقرار ويخفف من التوتر والاحتقان بما يعود بالنفع للدول والشعوب، ويحقق التوازن بين الأقطاب الدولية فضلاً عن امتداد تأثيرات هذا الاتفاق إلى ملفات أخرى، خصوصاً أن الرياض وطهران عازمتان على مواصلة الحوار بما يعود بالنفع على البلدين والمنطقة وتعزيز السلم الإقليمي والدولي، وهذا ما يعطي مؤشراً بأن المنطقة سوف تدخل في عصر التوازن الاستراتيجي بين القوى الدولية، ومن بين هذه الملفات على سبيل المثال لا الحصر تعجيل عودة سورية إلى محيطها العربي.

ولعل هذا الاتفاق يبيّن أن المنظور الاستراتيجي المتوازن للمملكة العربية السعودية يقود المنطقة إلى بر الأمان وبمثابة «سفينة نوح المنجية» ويتماشى مع التوازنات الدولية وتعدد القطبية لشكل النظام العالمي الجديد.

• وما رأيك في الدور الصيني في التوصل إلى هذا الاتفاق؟

الاتفاق قدّم نموذجاً حياً لأهمية الحوار في تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين الدول، حيث نجحت المبادرة السياسية الصينية في التوصل إلى الاتفاق، وهذا يعتبر اختراقاً سياسياً إستراتيجياً باعتباره التحرك الأول من نوعه لبكين للعب دور سياسي في المنطقة يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار.

ونأمل بأن تستمر المؤشرات الإيجابية للاتفاق، بما يحقق الازدهار ويرسخ الأمن لدولنا وشعوبنا، حيث أثبت اجتماع الجانبان السعودي والإيراني في بكين أخيراً بعد البيان الأول عن التوصل إلى الاتفاق أن البلدين عازمان على المضي في تنفيذ ما تم التوصل إليه.

ولا شك أن الترحيب العالمي بالاتفاق السعودي – الإيراني يؤكد أهميته كخطوة إيجابية نحو الاستقرار بما يمهّد الطريق لمزيد من التقارب الديبلوماسي الإقليمي، والعمل على حلحلة أزمات عدة في المنطقة.

ويُضاف إلى ذلك الأهمية التي يكتسبها الاتفاق من حيث انعكاساته على قضايا التنمية والشؤون الاقتصادية في المنطقة من خلال أجواء المصالحة والحوار والتشاور بعيداً عن أجواء التوتر.

• دخلت الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، من دون أي مؤشرات على قرب انتهائها، إلى أين تذهب الأمور برأيك؟

أعتقد أن الأزمة الأوكرانية هي مخاض عسير لولادة نظام عالمي جديد ومختلف، وفي الوقت نفسه فإن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لحل الصراع، واستمرار الحرب يزيد الأمور تعقيداً، حيث إن هذه الحرب لا يوجد فيها غالب ولا مغلوب، فالكل خاسر، وهي استنزاف مفتوح سيضعف الجميع.

وأرى هنا أن الصين قد تلعب دوراً مهماً جداً في إقناع أطراف الصراع بالجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض حول سبل وقف الحرب، ومنع الانجرار نحو الهاوية في هذه الحرب.

• ما النصيحة التي توجهها للشباب الكويتي اليوم؟

بداية لا بد من التأكيد على أهمية الانطلاق في المرحلة المقبلة نحو مزيد من العمل لدفع عجلة المشاريع التنموية وفق برامج واضحة تترجم الخطط الموضوعة وتحقق الآمال لمزيد من الرفعة والازدهار للكويت.

وتوجيهات القيادة الدائمة هي ضرورة الاهتمام بالفئة الشبابية، وتذليل العقبات أمام تطلعات الشباب وطموحاتهم، وتشجيعهم على الانخراط في دورة العمل تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية الحكيمة والنطق السامي الذي يعتبر السراج المنير وسبيل الرشاد لرفعة وازدهار بلدنا الحبيب.

وأنا أشجع الشباب الكويتي على الانخراط والمساهمة في مختلف مشاريع التنمية من أي موقع، فهم المحرك الأساسي للنهضة، ولدينا من الشباب الكويتي كفاءات كثيرة ترفع اسم بلدها في مختلف المحافل بالإنجازات في مختلف المجالات والتي تمثل الكويت خير تمثيل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي