بروق ليل / الناس «أرناج»!
| ميساء الشريف |
لعل من أعظم وأدق ما يمكن لانسان اتقانه هو التعامل مع كل أطياف وطبقات المجتمع بأفراده، فكل منهم له طريقته في التعامل والفهم والرفض والموافقة وكل له مزاجه وحسه واحساسه.
فالناس «أرناج» كما يقول المثل الكويتي أي «ألوان»، وهي كلمة اتخدت من اللغة الفارسية، وذلك دلالة على أن الناس يختلفون شكلا وفكرا وطعما! كما تختلف الألوان.
فالفكر الانساني للأفراد متنوع بطبيعته والسلوك الانساني كنتيجة لذلك يختلف مع اختلاف هذا الفكر، وحتى يصل الانسان الى أعلى درجات التواصل البشري لابد أن يتقبل هذا المختلف عنه سواء بأن يكون قريبا منه أو بعيد، والقريب: كعلاقته بمن يحب لأنه يتقبله دون جهد فيدخله الى دائرته الشخصية ليس ملزما وانما راغبا مبادرا... وهذا النوع من التعامل الانساني لا يتطلب جهدا ذهنيا وعصبيا كبيرا لأنه نابع من القبول والحب والانسجام... يمكننا أيضا رصد نوع آخر من التواصل الانساني الصامت أي الابتعاد عن من يسببون لك الفوضى الفكرية والنفسية وقد ذكر هذا النوع في كتابنا الكريم في قوله تعالى «... واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما... (63) سورة الفرقان، اذاً فالبعد عن بعض الأنواع من الفكر وبعض الأنماط من البشر حكمة وذكاء، حيث قد تكون مصاحبتك لها سببا في الخسارة وجلوسك بجانبه قد يهبط بفكرك وعقلك ووجدانك الى أدنى مكان ساعتها تعرض عنهم لأنك لن تستفيد لا نفسا ولا حياة ولا سعادة بوجودهم بل ستخسر وتحزن وتجهل بجهلهم! أي أن وجودهم بحياتك سيكون عائده صفراً عليك!!، هنا تكون من المحظوظين اذا كنت لست مضطرا للتعامل مع هذا النوع من البشر، لأنك قادر أن تبتعد بكل بساطة، ولكن ماذا يفعل الانسان اذا اضطر الى التعامل مع من لا يروق له لا ذوقا ولا فكرا ولا طعما حتى !! ماذا يمكن أن يفعل، اذا طلب منه التعامل مع بعض السطحيين والانتهازيين والكذابين أحيانا كيف يتصرف؟ هنا تظهر القدرات الشخصية في اظهار ايجابية ما يمكن اظهاره واخفاء ما يمكن اخفاؤه دون الحاجة الى النفاق طبعا ولكن بشيء من الديبلوماسية والابهام أحيانا. لأنه قدرته على التعامل معهم دون أن يفقد صوابه أو أعصابه دليل على تميزه بالفعل، خصوصاً اذا حقق ما يريد مع من لا يريد ودون أن يخسر محتواه أو رأيه وانما استقبل الطرف الآخر مبتسما دون أن يتنازل عن شيء، اذا وصل أحدنا الى هذا النوع وأتقنه كان فعلا من الموفقين والمحظوظين... فالنفوس البشرية لم تعد بسيطة والحقيقة لم تعد كاملة والحق لم يعد غالبا دائما.
* كلية الدراسات العليا- جامعة الكويت
[email protected]
لعل من أعظم وأدق ما يمكن لانسان اتقانه هو التعامل مع كل أطياف وطبقات المجتمع بأفراده، فكل منهم له طريقته في التعامل والفهم والرفض والموافقة وكل له مزاجه وحسه واحساسه.
فالناس «أرناج» كما يقول المثل الكويتي أي «ألوان»، وهي كلمة اتخدت من اللغة الفارسية، وذلك دلالة على أن الناس يختلفون شكلا وفكرا وطعما! كما تختلف الألوان.
فالفكر الانساني للأفراد متنوع بطبيعته والسلوك الانساني كنتيجة لذلك يختلف مع اختلاف هذا الفكر، وحتى يصل الانسان الى أعلى درجات التواصل البشري لابد أن يتقبل هذا المختلف عنه سواء بأن يكون قريبا منه أو بعيد، والقريب: كعلاقته بمن يحب لأنه يتقبله دون جهد فيدخله الى دائرته الشخصية ليس ملزما وانما راغبا مبادرا... وهذا النوع من التعامل الانساني لا يتطلب جهدا ذهنيا وعصبيا كبيرا لأنه نابع من القبول والحب والانسجام... يمكننا أيضا رصد نوع آخر من التواصل الانساني الصامت أي الابتعاد عن من يسببون لك الفوضى الفكرية والنفسية وقد ذكر هذا النوع في كتابنا الكريم في قوله تعالى «... واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما... (63) سورة الفرقان، اذاً فالبعد عن بعض الأنواع من الفكر وبعض الأنماط من البشر حكمة وذكاء، حيث قد تكون مصاحبتك لها سببا في الخسارة وجلوسك بجانبه قد يهبط بفكرك وعقلك ووجدانك الى أدنى مكان ساعتها تعرض عنهم لأنك لن تستفيد لا نفسا ولا حياة ولا سعادة بوجودهم بل ستخسر وتحزن وتجهل بجهلهم! أي أن وجودهم بحياتك سيكون عائده صفراً عليك!!، هنا تكون من المحظوظين اذا كنت لست مضطرا للتعامل مع هذا النوع من البشر، لأنك قادر أن تبتعد بكل بساطة، ولكن ماذا يفعل الانسان اذا اضطر الى التعامل مع من لا يروق له لا ذوقا ولا فكرا ولا طعما حتى !! ماذا يمكن أن يفعل، اذا طلب منه التعامل مع بعض السطحيين والانتهازيين والكذابين أحيانا كيف يتصرف؟ هنا تظهر القدرات الشخصية في اظهار ايجابية ما يمكن اظهاره واخفاء ما يمكن اخفاؤه دون الحاجة الى النفاق طبعا ولكن بشيء من الديبلوماسية والابهام أحيانا. لأنه قدرته على التعامل معهم دون أن يفقد صوابه أو أعصابه دليل على تميزه بالفعل، خصوصاً اذا حقق ما يريد مع من لا يريد ودون أن يخسر محتواه أو رأيه وانما استقبل الطرف الآخر مبتسما دون أن يتنازل عن شيء، اذا وصل أحدنا الى هذا النوع وأتقنه كان فعلا من الموفقين والمحظوظين... فالنفوس البشرية لم تعد بسيطة والحقيقة لم تعد كاملة والحق لم يعد غالبا دائما.
* كلية الدراسات العليا- جامعة الكويت
[email protected]