توقعات بارتفاع الطلب العالمي بواقع 2.3 مليون برميل يومياً
تخفيضات «أوبك+» تدفع آسيا لإعادة النظر في إستراتيجية مشترياتها
ذكرت وكالة «ستاندرد آند بورز كوميديتيز إنسايتس» في تقرير لها أن تخفيضات «أوبك» وحلفائها المفاجئة لإنتاج النفط يمكن أن تدفع آسيا إلى إعادة ضبط إستراتيجيتها الشرائية، وسط تعافي الطلب في المنطقة بعد سنوات من التراجع بسبب الجائحة، وأن تحفّز ازدياد المنافسة على النفط من خارج كتلة «أوبك».
ورغم أن المشترين الآسيويين الرئيسين مثل الهند والصين قد لا يعانون من نقص كبير في العرض بسبب التدفقات المتواصلة للنفط الروسي خلال السنة الفائتة، فإن السبب الرئيس لقلق آسيا هو الارتفاع المتوقع في الأسعار، الأمر الذي يمكن أن يفاقم التضخم بينما تشهد المنطقة تعافياً هشاً في اقتصاداتها.
ونقلت الوكالة عن خبيرها ليم جيت يانغ أن «التعهد الأخير بإجراء تخفيضات يرفع إجمالي تخفيضات (أوبك+) إلى 3.66 مليون برميل يومياً، وهو تخفيض كبير بالنسبة لسوق النفط وسيعني مزيداً من المنافسة بالنسبة لمكرّري النفط الآسيويين، خصوصاً مع توقع ارتفاع الطلب على النفط الخام بعد موسم الصيانة السنوية».
ونقلت «ستاندرد آند بورز» عن يانغ قوله إن «التخفيضات المفاجئة في حصص إنتاج (أوبك+) أدت إلى رفع أسعار النفط، الأمر الذي قد يغذي التضخم مع التناقص الإضافي المتوقع في النصف الثاني من العام الجاري. ويمكن لهذا أن يسبب إرباكاً للبنوك المركزية، خصوصاً بعد الأزمة المصرفية الأخيرة».
وتوقعت الوكالة ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 2.3 مليون برميل يومياً في العام الجاري مدفوعاً من الصين رغم المخاوف في شأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.
ونقلت عن مصادر في بكين أن تخفيضات «أوبك+» ستؤدي إلى انكماش في العرض بالنصف الثاني من العام مع توقع أن تشهد الصين تعافياً سريعاً في الطلب، أما في المدى القصير ومع بدء موسم الصيانة في الصين فإن الطلب على الخام بالربع الثاني سيتراجع عن مستوياته المرتفعة في الربع الأول ما سيعوّض بعض الشيء عن عوامل الارتفاع.
ونقلت الوكالة عن الخبير سوميت ريتوليا أن المصافي في الهند محقة في قلقها في شأن مستقبل العرض، مضيفاً أن «الخصومات على الخام الروسي توافر هامش ربح جذاباً إضافة الى التعويض عن ارتفاع تكاليف التأمين والشحن المترتبة على النفط الروسي».