التسويق الصادم لمِهنة التمريض

تصغير
تكبير

التمريض، مِهنة عانت من التنميط العام والتخبط في الآراء والإدراكات والتوجهات لفترة طويلة. ويتغافل الجميع عن حقيقة المهنة بأنها مهنة إنسانية أثبتت وجودها عبر الزمن، وأحدثت تغييرات كبيرة في الانضباط والتصور المستقبلي للمهنة خصوصاً خلال جائحة (كوفيد-19)، والتي أثّرت بشكل مباشر وإيجابي على المهنة.

وهنا يأتي دور دولة الكويت في التوجه نحو استثمار الطاقات من القائمين على المهنة (قطاعي التعليم والصحة)، وذلك للنهوض بها وتطويرها من ناحية التعليم والتدريب.

ونقصد إنشاء اتحاد تمريض وهيئة مهنية قوية في التمريض تواكب ما نشارك فيه حضورياً حول العالم، ولكن دون حق العضوية بسبب التأخر التطويري في المهنة رغم وجود ثلاث مؤسسات تعليمية في مجال التمريض في الكويت تحتوي على هيئة تدريسية أكاديمية وتدريبية من ممارسين أكفاء في مهنة التمريض ولديهم خبرة علمية وعملية في التدريس والتدريب. فتعليم التمريض في الكويت يصنف إلى 3 مستويات كالآتي:

المستوى الأول: خريج معهد التمريض بعد إتمام تسع سنوات من التعليم المدرسي ما يعادل الثانوية العامة إذا أتمّ الدراسة في المعهد بنجاح.

المستوى الثاني: خريج الدبلوم والذي أتمّ 12 عاماً دراسياً من التعليم الثانوي (علمي) بنسبة 60٪ وما فوق.

المستوى الثالث: حاصل على بكالوريوس العلوم في التمريض والذي أتمّ 12 عاماً دراسياً من التعليم الثانوي (علمي) بنسبة 70٪ وما فوق.

أما في قطاع الصحة، فيصنف العاملون في الهيئة التمريضية حسب قرار مجلس الخدمة المدنية إلى ست فئات من الوظائف الفنية وفئتين من الوظائف المساندة حسب مؤهلاتهم العلمية، وبناء على التدرج المهني للممرض والممرضة، وبغض النظر عن كفاءة تلك التصنيفات أو عدمها وأنها تعزّز الصورة السائدة عن التمريض بأنها مهنة غير مستقلة لافتقارها للخوض في الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة وشح بيروقراطية بعض السياسات في الدولة التي أدت إلى تدخل غير الممارسين للمهنة بوضع هذه المسميات «العشوائية» للعاملين في مهنة التمريض.

ونتج عن ذلك زعزعة وضع الممرض والممرضة وأدى إلى إشكالية عدم قدرتهم على تطبيق الوصف الوظيفي والذي لا يعكس ممارسات التمريض، إضافة إلى أن أساس الوصف الوظيفي ضعيف فهو يحتاج إلى تطوير جذري.

فإما أن يمارس الممرض أكثر مما ذكر في الوصف الوظيفي أو يطبق الوصف الوظيفي بحذافيره. وذلك لأن عمل الممرض والممرضة لا يتمحور حصرياً على الأفراد، ولكنه موجه نحو الأداء الفعّال لأنظمة الرعاية الصحية المتعدّدة بدليل التخصصات المختلفة التي يعمل بها الممرض حالياً في سوق العمل العالمي مثل باحث، استشاري، متخصص، رئيس عيادة وغيره.

وهنا نتساءل: ماذا نحتاج للتمريض في الكويت؟

نحن بحاجة إلى هيئة تمريضية قوية ومدعومة في الكويت تتكون من كفاءات متعددة من قطاع التعليم والصحة العام والخاص.

كذلك نحتاج تواجد صوت من التمريض في الهيكلة والتسلسل الهرمي لوزارة الصحة.

والأهم من ذلك نحتاج إلى الصحوة والانتباه لأقوالنا وأفعالنا بالحديث عن التمريض.

التمريض ليس دعاية أو تجارة، ولا يحتاج للتسويق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي