لماذا يوجه في الآونة الأخيرة الكثير من النساء إلى عالم الوعي؟
في البداية، الوعي هو أقدم المسارات التي انطلقت ابتداءً من التساؤل والتأمل وعلوم الفلسفة، وفي النهاية يصل إلى حالة من الفهم والمعرفة والإدراك.
وبدأت أفكار الوعي في الازدهار ابتداءً من القرن الحادي والعشرين، حيث أكدت جميع الدراسات بأن الوعي هو جوهر الإنسان وهو الأساس الذي يبني عليه تفكيره ومشاعره.
ولكن لماذا شاهدنا التوجه الكبير من النساء إلى هذا العالم في الفترات الأخيرة؟... الأسباب كثيرة وعند مناقشة أي امرأه تختلف أسبابها عن أخرى:
منهن من تعرضن إلى الاضطهاد والعنف، ومنهن من كانت في بيئة لا تريد أن تجعل لنسائها أدواراً وتريد أن تقمع أصواتهن، ومنهن من تتزوج بالإجبار في عمر صغير وتضطر إلى ترك دراستها وجعل دورها لا يتعدى حدود أسوار المنزل.
عند محادثتنا مع النساء كل منهن لها قصة مختلفة ومعاناة مختلفة وبأشكال عدة، ولكن النتيجة واضحة وهي سعي هؤلاء النساء إلى الوعي على أمل أن يستطيع هذا العالم أن ينقذهن ويجعلهن يدركن معنى وجودهن في هذه الحياة واحتراماً لقيمتهن وصون حقوقهن.
عالم الوعي جعل للمرأة إدراكاً أكبر في دورها، وجعلها عنصراً مُشاركاً للرجل في أداء مسؤوليتها الاجتماعية.
لذلك، نحن لا نسعى إلى تحريض النساء على التمرد ولكن العكس تماماً، نسعى بألا تكون المرأة مجرد شكل أو جسداً أو وعاءً فارغاً، نحن نسعى بأن يكون لها كيان مستقل وأن يكون لها دور فعّال في المجتمع وبداية وعي المرأة يبدأ بتعليمها!، كيف نطلب منها أن تُعلّم وتربي جيلاً واعياً وتخلق جيلاً متوازناً وهي تعاني من خلل أو نقص في التعليم؟
الزمن تغيّر والأفكار تغيّرت أيضاً، يبقى دور الرجل ناقصاً إن لم يكن هناك امرأة تسانده وتشاركه أدواره.
ومن فاتها التعليم المبكر، من الممكن التركيز عليها مهنياً واستثمار مواهبها وتأهيلها، في ما يجعلها شريكة في المجتمع وليست زائدة عليه وذلك من خلال تدريبها وجعلها واعيه بذاتها وعلى دراية بجميع حقوقها وواجباتها، وجعل ثقتها بنفسها عالية جداً، وذلك يجعل من النساء قياديات وسيدات أعمال ومهنيات وعاملات من جميع الشرائح والطبقات.
ومن هذا المنطلق نحن نحرص بأن طريقة التربية الذكورية عليها أن تتغير، حيث إن على النساء أن يحرصن على تربية أطفالهن الذكور والإناث على القيم والمبادئ نفسها، والغلط لا يصبح مباحاً عندما يفعله الرجل وإن العقوبات والذنوب متساوية لدى الاثنين.
علينا أن ننتج جيلاً صحياً وواعياً وذلك من خلال خلق بيئة صحية وسليمة غير متطرفة ومتوازنة في جميع جوانبها.
الوعي مهم جداً، وهو الأساس لجعل المرأة قادرة على رفض أي فعل مشين أو أي فعل يقلل من قيمتها، أو أي شخص يرفض وجودها أو دورها في المجتمع، والوعي مهم جداً لجعل أهداف التنمية مستدامة بين الطرفين، وهذا يصب في تطوير المجتمع بأكمله.
عندما تصبح المرأة أفضل يصبح العالم مكاناً أفضل، فلم يعد هناك مبرّر لأي نوع من أنواع التمييز وأصبح العالم يشهد حاجة المجتمعات لدور المرأة، ولا بد من أن تكون المرأة واعية وطموحة كي تستطيع أن تكون شريكة وعنصراً فعّالاً في المجتمع.
وعلى المرأة ألا تستهين بدورها أبداً، وأن تكون مؤمنة بدورها ولديها رؤية واضحة، وحرصنا على الوعي لم يتحدد بجانب معين إنما نقصد الوعي الشخصي، والوعي الاجتماعي، والوعي السياسي، والاقتصادي، والقانوني.
كل ما ارتفع سقف الوعي عند المرأة كانت قادرة على أن تواجه المجتمع وأن تؤدي رسالتها في هذه الحياة على أكمل وجه.