ان الصلة بين المواطنين ينبغي أن تكون طبيعية قوية لا تنفصم بأي حال، لا سيما بعد الكارثة التي نزلت بنا في الثاني من أغسطس المشؤوم، ومهما يكن فإن حب الإنسان لوطنه لا يكون إلا بعمل المواطن على توطيد هذا الرباط وأن يتعاون الجميع على الخير مع من يحب الخير، وأن يقاوم قوى الجهل والجمود والتخلف في أي مجال وبخاصة تلك التيارات الدينية المسيسة التي تعيش بيننا وتقتات على موائد الغير، فكرياً، وسلوكياً، وتنظيمياً. وان يفخر بكل مظهر وأثر يرفع شأن الوطن في أي مجال، أما إذا غفلنا عن هذه الصلة وهي صلة المواطنة، كفتنا عن التعاون والتلاحم فما نحن من طينة هذه الأرض الطيبة، ولا أهل لتنسّم هوائها، ولسنا جديرين بأن نحل ببطنها حين نسلم الروح.
من هنا يجب أن يتلاحم الشعب، ويقف أمام كل إنسان أو جماعة لا تحب الخير لهذا الوطن ولا تريد أن تتأصل الديموقراطية، ولا أن يكون هناك وجود لمجلس الأمة، لأن الديموقراطية تحارب الفساد والظلم والكبت، وبها يتطور المجتمع إلى الأفضل والأحسن، وتكون النوايا سليمة وصالحة لحماية هذا الوطن، ولذلك بمجرد أن طفحت قضية الجويهل على الساحة وجدنا الحكومة جرت بسرعة لتعديل قانون المرئي والمسموع والمقروء لتضع الحريات في صندوق صغير لا مجال معه لإبداء الرأي والتعبير إلا في حدود ضيقة، وأن يواجه مقصلة الإعدام! وأتمنى من الاخوة أعضاء المجلس المحترمين الالتفات إلى تلك التعديلات ومحاصرتها، وعلينا جميعا الضغط على نواب المجلس لرفض تلك التعديلات.
في نهاية الأمر، أقول لقد علمتنا التجارب ان الاحتلال، والإرهاب، والضغط، والخداع، والمؤامرات، لا تحول بين أي شعب وما يريد إلا إلى حين، ثم يطويها الزمن وتتوارى مع تيار الحياة ومتغيراتها ومفاجآتها، وتبقى الحرية والعدالة وكرامة الإنسان، وكل قيمة نبيلة أجمعت عليها البشرية.
وأقول للاخوة الأعزاء ان دخول أو منع بعض الأشخاص لا يساوي شيئاً، فعلى شاكلة هؤلاء يوجد الكثير، وعلى مر التاريخ، وهؤلاء لن يستطيعوا أن يمزقوا وحدتنا، أو يقللوا من قيمة الرجال الأعلام الكبار أو يشككوا في دينهم وعقيدتهم.
وينبغي علينا جميعا أن نشد على يد وزير الداخلية ونسانده في تطبيق القانون على كل من يريد أن يشق وحدتنا الوطنية ويعبث بأمتنا من دون تراجع في القرارات أو خوف من الجعجعة مادام الأمر يمس وطننا، فإذا فعلنا ذلك فإننا نرى أن يدخل إلى البلاد من هم رجال الفكر والمشايخ، والفلاسفة الذين يساهمون في تثقيف المجتمع، وبالتالي يدخل من يحترم قوانين البلد.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
ali_gh93@hotmail.com