وسائل الإعلام والجهات المعنية في الدولة تتصدى لإدمان المخدرات
حرب كويتية... على تُجّار الخراب والدمار
- حسين إبراهيم: الوسائل الإعلامية خط الدفاع الأول في مكافحة الإدمان بعد دور الوالدين والأسرة
- منى اليتامى: إيصال الفكرة والنصيحة للمدمن من دون تنفيره
كونا- يُشكّل الإدمان على المخدرات في العصر الحالي خطراً يُهدّد المجتمعات العالمية، مع الثورة التكنولوجية الحالية وذوبان الحدود وانصهار الثقافات وقُرب المسافات، الأمر الذي يجعل كل فرد في أيّ مكان بالعالم عرضة للوقوع في شرك الإدمان.
وما أن يكتشف العالم وسيلة جديدة من وسائل التعاطي والإدمان ويتداعى إلى محاربتها والتحذير منها، حتى تسارع الآفة في تغيير جلدها وشكلها متخذة من الحرباء في سلوكها قدوة ومن السبع في افتراسه منهاجاً.
والدولة بكل مؤسساتها وطاقاتها وكوادرها، لاسيما وسائل الإعلام المختلفة تهب في وجه غزو المخدرات بكل أشكالها لمجتمعنا، وتضرب بيد من حديد بسلطتها على يد تُجار الخراب ودمار الشعوب، فهي العين الساهرة والحصن المنيع لحماية أبنائها من آفة المخدرات المدمرة.
وأكد أستاذ الاعلام في جامعة الكويت الدكتور حسين إبراهيم أن، وسائل الاعلام أصبحت في العصر الحديث وسيلة ذات تأثير قوي على المجتمعات، وهي أداة فعّالة «ليس فقط في مكافحة المخدرات، وإنما في مكافحة جميع الجرائم والظواهر السلبية التي تدهم المجتمعات».
واعتبر إبراهيم ان الوسائل الإعلامية تُعد خط الدفاع الأول في مكافحة الإدمان بعد دور الوالدين والاسرة من خلال بث الرسائل التوعوية في المدارس والجامعات والنوادي الرياضية والمجمعات التجارية التي يرتادها الشباب والمراهقون الذين يعدون اكثر عرضة للوقوع في الإدمان.
وأضاف «أن على الاعلام دوراً ومسؤولية اجتماعية تفرضها اخلاقيات المهنة في التوعية بمخاطر الإدمان بكل أشكاله خصوصاً إدمان المخدرات والمواد السامة مشيراً الى ان خطر المخدرات ليس فقط على مَنْ يتعاطاها وانما يشمل جميع افراد المجتمع».
وشدّد على خطورة تقصير وسائل الاعلام بكل أنواعها سواء التقليدية منها او وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة بـ «الاعلام الرقمي الجديد» في القيام بدورها ومسؤوليتها الاجتماعية المنوطة بها.
وأوضح ان وسائل التواصل الاجتماعي تُعد الوسيلة الأنجع في هذا العصر لمكافحة آفة المخدرات والادمان عليها، لكثرة استخدامها وانتشارها، مشيراً إلى أن الإدمان ينتشر عادة بين الفئات العمرية الصغيرة، لكثرة إقبالهم على هذه الوسائل.
من جانبها، أكدت استشارية علاج الإدمان منى اليتامى، أنه في الفترة السابقة كان دور الاعلام في مكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات لا يرتقي الى مستوى الخطورة التي تُشكّلها معضلة المواد المخدرة على النشء، مشيرة الى انه بعد تيقظ الدولة إلى هذه المشكلة «أصبح للاعلام دور كبير ومؤثر في هذا السياق».
وشدّدت اليتامى على ضرورة اخذ رأي الأشخاص والجهات المعنية والمتخصصة في مكافحة المخدرات والادمان والابتعاد عن قليلي الخبرة، محذرة من خوض غير المختصين في هذا المجال «الشائك والمعقد»، الأمرالذي قد ينتج عنه نتائج عكسية.
وأوضحت، أن المواد المخدرة أصبحت مختلفة بأعراضها وطريقة استخدامها، وهي دائما متجددة ومتغيرة، داعية إلى استخدام الطريقة المثلى والمناسبة عند التعامل مع المدمن «فالمدمن يكره مبدأ النصيحة او المواجهة المباشرة».
وأشارت الى بعض الطرق المبتكرة في التعامل مع المدمن من خلال إيصال الفكرة والنصيحة إليه من دون تنفيره، لافتة الى ان بعض أنواع الإدمان يصعب اكتشافه خصوصاً في مراحله المبكرة.
6 خصائص للمدمن
ذكرت اليتامى أن بعضاً من خصائص الشخص المدمن والتي من الممكن للأهل أن يلاحظوها، تتمثل في ما يلي:
1 - تغيير الأصدقاء
2 - طلب المال بكثرة
3 - زيادة المشاكل مع المحيطين به
4 - اضطراب المزاج
5 - خسران الوزن
6 - كثرة الغياب عن المدرسة أو العمل.
الاستعانة بذوي الخبرة
أكد إبراهيم ضرورة معرفة العاملين في الحقل الإعلامي الوسيلة الإعلامية المناسبة لمكافحة أنواع الإدمان المختلفة، داعياً المؤسسات المعنية بمكافحة المخدرات الى الاستعانة بذوي الخبرة في المجال الإعلامي، لصياغة الرسالة الإعلامية المناسبة لنوع الإدمان والفئة العمرية والجنسية المستهدفة واختيار المضمون والمحتوى المناسب.