يعقوب الكندري: غياب دور الأسرة قد يؤدي للانجراف نحو المخدرات

توضيحية
توضيحية
تصغير
تكبير

- دراسة أظهرت أن 90 في المئة من نزلاء السجن المركزي انجرفوا إلى المخدرات وهم أقل من 24 عاما
- عصابات المخدرات تتربص بالكويت مما يتطلب تضافر جميع الجهات للتصدي لها وحماية للشباب والمجتمع ككل
أكد أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الدكتور يعقوب الكندري اليوم، أهمية الدور المحوري للأسرة في تنشئة أفراد المجتمع باعتبارها المؤثر الأول والأقوى في تكوين شخصية الفرد وتشكيل وعيه، محذرا من أن غيابها قد يؤدي به إلى الانجراف نحو هاوية تناول المواد المخدرة وإدمانها.

وقال الكندري لوكالة الأنباء الكويتية إن الفرد يكتسب مفاهيمه الأولى في الحياة من أسرته التي تعد عماد المجتمع، ويتسع دورها ليشمل النصح والتوجيه والتعليم والرقابة بغية تنشئة شخص صالح في مجتمعه.

وأضاف أن للوالدين دورا كبيرا في صلاح الفرد، وغيابهما عن حياته اليومية قد يدفعه للبحث عن بديل وملجأ آخر لتعويض العطف والحنان والاهتمام الذي كان من المفترض أن يراه في محيط الأسرة.


وأوضح أن الابن يحاول في غياب الأب خصوصا أن يجد رمزيات اجتماعية أخرى قد تكون غير سوية أو أصحاب سوء أو تجار مخدرات أو مرتكبي جرائم فـ«يقتدي بها في ظل غياب ولي أمره».

وذكر أن الابن قد يتأثر كذلك بوسائل التواصل الاجتماعي التي قد ترشده إلى اختيار رمزيات أخرى وسلوكيات ربما لا تتوافق مع الوضع الأسري وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.

وأشار إلى دراسة قام بها بالتعاون مع زميله الدكتور حمود القشعان عن المتعاطين نزلاء السجن المركزي ومركز الطب النفسي ممن يتلقون الرعاية والعلاج النفسي والاجتماعي والتأهيل الصحي بجمعية بشائر الخير خلصت إلى أن ما نسبته 90 في المئة انجرفوا إلى تعاطي المواد المخدرة وهم أقل من 24 عاما «وهو مؤشر خطير ينبه إلى ضرورة التركيز في مرحلة الشباب على الوقاية وليس العلاج فقط».

وأضاف أن المجتمع يحتاج إلى مراحل وقائية إنمائية أكثر من العلاجية للحد من ظاهرة المخدرات في حين يجب توجيه النشاط للشباب «الذين غالبا ما يتعاطون المخدرات للمرة الأولى تحت ضغوط معينة أو مؤثرات اجتماعية أو نفسية».

ولفت إلى دور العديد من الجهات إلى جانب الأسرة منها المؤسسات الدينية والتعليمية والصحية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام للتوعية من آفة المخدرات ومخاطرها. وأشار كذلك إلى الدور «المهم» للأخصائي الاجتماعي والنفسي في المؤسسة التعليمية «الذي يجب أن يكون جزءا مهما من كيان المدرسة لما له من مكانة بالغة الأثر والأهمية وواجب تجاه متابعة الطالب».

وذكر الكندري أن تلك الجهات قادرة على الحد من مشكلة المخدرات حال تكاتفها وإعدادها لدراسات وبرامج وقائية وانمائية واضحة ومحددة وتطبيقها على أرض الواقع، خصوصا أن المخدرات مشكلة اجتماعية عالمية تعانيها أغلبية بلدان العالم خصوصا التي تمر بتغيرات اجتماعية وثقافية.

وقال إن دولة الكويت لا تعد من البلدان المصدرة للمخدرات إلا أن هناك عصابات تتربص بها الأمر الذي يتطلب تضافر جميع الجهات للتصدي لها حماية للشباب والمجتمع ككل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي