هذا ما جرى في حكاية هزّت لبنان
رَهَن سيارته للمستشفى.. لتسلُّم جثمان ابنه الرضيع
كان أبٌ لبناني ينتظر أن يخرج ابنه الرضيع من الحاضنة «الكوفوز» ليكون أول مشوارٍ له في سيارةٍ لم يَعتقد للحظة أنه سيضطرّ لرهْنها من أجل أن يستلّم جثمان طفله الذي فارق الحياة وهو لم يبلغ بعد شهره الأول.
حكاية مفجعة وموجعة، ضجّ بها لبنان الذي تدْهمه المآسي من قلب الانهيار المالي الكبير الذي حوّل غالبية شعبه من «بؤساء الأرض»، تاركاً إياه فريسة ما يشبه عملية «إبادة جماعية» بالفقر والجوع والمرض، وظواهر... «ضد الانسانية».
وبدأت الحكاية مع التداول بصورة للطفل أحمد حسين البعريني بين يديْ والده في الشارع، ملفوفاً بقطعة قماش زرقاء بعدما لفظ أنفاسه دأخل أحد المستشفيات الخاصة في «حرار» – عكار (شمال لبنان)، وسط تداوُل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن الأب قام برهْن سيارته ليُسمح له بأخذ جثة ابنه ريثما يسدّد المبلغ المتوجب عليه والذي ذُكر أنه 2400 دولار.
وكشف البعريني، في حديث للإعلام المحلي،«أنّه تمّ الاتّصال به صباح اليوم (الثلاثاء) من الطّبيب الّذي كان يتابع وضع طفله من أجل إبلاغه بوفاته»، لافتًا إلى أنّه عندما حضر إلى المستشفى من أجل تسلّم الجثمان، طُلب منه انتظار مسؤولة المحاسبة، الّتي أبلغته أنّه يتوجّب عليه دفع مبلغ 2400 دولار أميركي، لكنّ إحدى الجمعيّات تبرّعت له بمبلغ 350 دولار أميركي.
ويشير البعريني إلى أنّه لم يكن بحوزته المبلغ المتبقّي، فطلبت منه مسؤولة المحاسبة أن يتّصل بأحد الأشخاص من أبناء بلدته فنيدق كي يكفله، لكنّ هاتف الشّخص المقصود كان مغلقاً، فطُلب منه أن يترك السيارة التي كان يستقلّها بالمستشفى كي يتسلّم جثمان الطّفل.
ويضيف: «الآن تمّ حلّ الموضوع بعدما تمّ دفع المبلغ المتبقّي من قبل أقربائي».
من جانبه، قال مدير المستشفى إنّه تمّت معالجة الموضوع، وإنّه بعد تبلّغه بالموضوع بادر سريعاً إلى الاتّصال بوالد الطّفل من أجل تعزيته، والطلّب منه الحضور إلى المستشفى من أجل معالجة «سوء التّفاهم» الّذي حصل.
وأضاف مدير المستشفى أنّ «والد الطفل قرّر ترك سيّارته، وأنّ خطأً حصل من قبل الموظّفة»، لكنّه يوضح أنّ المستشفى خاص، «وهي في الأصل لم تكن قد طالبتْ الوالد بأيّ مبلغ مالي طوال فترة علاج طفله، لأنّها لا تشترط هذا الأمر من أجل تقديم العلاج».