البرتغال - سويسرا... مَنْ يصمت؟
ستكون البرتغال حذرة جداً، عندما تواجه سويسرا، اليوم، على ملعب «لوسيل» في ختام ثُمن نهائي مونديال قطر، لأنها تدرك أن منتخب «لا ناتي» المنتفض وصاحب المفاجآت أمام المنتخبات العمالقة في السنوات الأخيرة سيكون ندّاً صعب المراس.
ويملك منتخب «برازيل أوروبا»، المرشّح الأبرز لبلوغ الدور ربع النهائي، ربما أفضل العناصر في المراكز كافة، ولكن يُعاب على المدرب فرناندو سانتوس أنه لا يستخرج الأفضل من بعض لاعبيه، في تشكيلة قادرة على تحقيق لقب عالمي أول في تاريخها.
وبلغت البرتغال الأدوار الإقصائية للمرة الخامسة، وتبقى أفضل نتيجة لها المركز الثالث في مونديال إنكلترا 1966، والرابع في 2006 في ألمانيا.
وتصدرت البرتغال المجموعة الثامنة بعد فوزين على غانا والأوروغواي، قبل أن تسقط في المواجهة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية بعدما ضمنت تأهلها.
وصنع النجم كريستيانو رونالدو التاريخ في الدور الأول، عندما بات أول لاعب يسجّل في 5 نسخ من كأس العالم، بهدفه الوحيد من ركلة جزاء في الفوز 3-2 على غانا.
لكن برونو فرنانديز خطف الأضواء بعدما ساهم بأربعة أهداف من أصل 6 في 3 مباريات، مسجّلاً اثنين، بالإضافة الى تمريرتين حاسمتين.
ويدرك رونالدو أن عليه أن يرتقي في مستواه إذا ما أراد المساهمة في بلوغ بلاده ربع النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخها، وسيكون عاشق الأرقام القياسية حتماً متحفّزاً بعدما تجاوزه غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي في عدد الأهداف المسجّلة في النهائيات (9 مقابل 8).
وإذا غاب الـ «دون»، تملك البرتغال خيارات عدة مع رافائيل لياو وجواو فيليكس، اللذين سجّل كل منهما هدفاً، بالإضافة الى فرنانديز وبرناردو سيلفا.
في المقابل، أحدثت سويسرا أكبر المفاجآت في كأس أوروبا صيف العام الماضي، عندما أطاحت فرنسا بطلة العالم، من ثُمن النهائي بركلات الترجيح.
وكان الحارس يان سومر بطل الموقعة بتصديه للركلة الأخيرة لكيليان مبابي، وكاد منتخب «لا ناتي» أن يواصل مفاجآته، عندما فرض أيضاً ركلات الترجيح على إسبانيا في ربع النهائي، لكن هذه المرة لم يبتسم له الحظ.
وأكدت سويسرا أن ما حقّقته في كأس أوروبا لم يكن وليدة صدفة، إذ تصدرت مجموعتها في تصفيات المونديال أمام إيطاليا بطلة أوروبا، التي فشلت في التأهل عبر الملحق لاحقاً الى النهائيات للمرة الثانية توالياً.
وستكون سويسرا بأمسّ الحاجة الى سومر، الذي غاب عن الفوز الحاسم 3-2 على صربيا في الجولة الأخيرة في دور المجموعات بسبب المرض بعد مشاركته أساسياً ضد البرازيل والكاميرون.
ومتسلّحة بكل تلك النتائج والمفاجآت، بالإضافة الى هجوم يقوده بريل إمبولو صاحب هدفين في قطر، ولاعبين بارزين أمثال غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري، تطمح سويسرا بقيادة مدربها مراد ياكين بلوغ ربع النهائي للمرة الرابعة في تاريخها والأولى منذ 1954 على أرضها.
وستكون هذه المواجهة الأولى بين المنتخبين في كأس العالم والثالثة بينهما هذا العام، بعد دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية، عندما فازت البرتغال ذهاباً برباعية نظيفة في لشبونة وخسرت إياباً بهدف في جنيف.
أما المباراة الوحيدة في بطولة كبرى، فكانت في دور المجموعات لكأس أوروبا 2008، وفاز «لا ناتي» بهدفين.