ألمانيا تتخذ تدابير ديبلوماسية وتعقد صفقات في المنطقة لتأمين إمدادات الغاز
«كامكو إنفست»: أوروبا تتطلع... لدول الخليج
- 158.8 في المئة ارتفاعاً بأسعار الغاز في أوروبا الشهر الماضي و52 بأميركا
أكدت شركة كامكو إنفست أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت إحدى المناطق الرئيسية التي تتطلع إليها دول الاتحاد الأوروبي في سعيها للتنويع بعيداً عن الطاقة الروسية، وخاصة في ما يتعلق باعتمادها على الغاز الروسي.
وأوضحت «كامكو إنفست» في تقرير لها أن الدول المستهلكة للغاز الطبيعي مثل ألمانيا تقوم حالياً باتخاذ تدابير ديبلوماسية مكثفة وعقد صفقات في دول مجلس التعاون الخليجي لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال على المديين القريب والبعيد، مشيرة إلى أن شركة المرافق الألمانية (RWE) أعلنت أخيراً أنها ستتسلم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال تحمل 137 ألف متر مكعب من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) نهاية العام الجاري.
ولفت التقرير إلى أن قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، زادت من صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى دول الاتحاد الأوروبي، منوهاً إلى أنه وفقاً لشركة البيانات «ستاتيستا»، بلغت صادرات قطر من الغاز المسال لدول الاتحاد الأوروبي في الربع الثاني من 2022 بعد بدء النزاع الروسي الأوكراني 6.5 مليار متر مكعب مقابل 4.8 مليار صدرتها خلال الفترة المماثلة في 2021.
وبيّن أن قطر، التي توافر حالياً 5 في المئة من احتياجات الدول الأوروبية من الغاز الطبيعي، لديها عقود طويلة الأجل لتوفير الغاز الطبيعي المسال، إلا أنها تسعى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية، حيث بدأ العمل على إنجاز مشروع توسعة حقل الشمال بتكلفة تصل إلى 30 مليار دولار، والمتوقع أن يزيد إنتاج الدوحة من الغاز الطبيعي المسال بنحو 64 في المئة إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول 2027، فيما اتخذت قطر من «إكسون موبيل» و«توتال إنرجي» و«رويال داتش شل» و«كونوكو فيليبس» شركاء في هذا المشروع الضخم.
مستويات قياسية
وأشار التقرير إلى بلوغ أسعار الغاز الطبيعي العالمية مستويات قياسية في الربع الثالث من العام الجاري على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي ماتزال تؤثر بشدة على أسعار الطاقة العالمية، وخاصة الغاز الطبيعي.
وذكرت «كامكو إنفست» أن البنية التحتية لإمدادات الغاز في أوروبا تعرضت أخيراً لإضرابات شديدة بعد انقطاع إمدادات خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1، إلا أنه رغم تصاعد وتيرة الصراع والتهديدات المتزايدة للبنية التحتية للغاز الأوروبي، فإن دول الاتحاد الأوروبي نجحت في سد نقص مخزون الغاز الطبيعي المستنفد بنسبة تصل إلى 90 في المئة هذا العام متجاوزة مستوى 80 في المئة المستهدفة لبناء المخزونات بحلول نوفمبر 2022، كما واصلت دول الاتحاد مساعيها لزيادة إمدادات الغاز من مصادر أخرى بخلاف روسيا، واستيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال وتطوير بنية تحتية جديدة للغاز الطبيعي.
وبيّن التقرير أنه وفقاً لبيانات «ريفينيتيف»، يمكن للدول الأوروبية رفع وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بنحو 52 مليار متر مكعب (5.5 في المئة) أكثر من العام الماضي، في حين أن تزايد حدة المنافسة للحصول على الغاز المسال من مستوردي جنوب آسيا بسبب ارتفاع الطلب الناجم عن ظاهرة النينيا الجوية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز للدول الأوروبية.
وأوضح أنه بحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن زيادة الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي أدت إلى بدء المنافسة العالمية على إمدادات الغاز الطبيعي، رغم تراجع الطلب على الغاز في أوروبا واستقراره في آسيا، حيث كان ذلك أحد العوامل الرئيسية في الحفاظ على ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي خلال 2022.
وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أن الدول الأوروبية ستستورد أكثر من 60 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في 2022 أو أكثر من ضعف صادرات الغاز الطبيعي المسال الإضافية للطاقة العالمية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال الدولية على المديين القصير إلى المتوسط.
ومنذ بداية الحرب، وقعت الدول الأوروبية على عقود لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بما يصل إلى 16 مليار متر مكعب، أي ما يقارب ضعف متوسط عقود الغاز الطبيعي المسال لمدة خمس سنوات. ومن المتوقع في ظل استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا ومواصلة الدول الأوروبية البحث عن بدائل للغاز الروسي، أن تظل أسعار الغاز الطبيعي العالمية مرتفعة ومتقلبة.
أميركا و أوروبا
ووفقاً للبنك الدولي، ارتفعت الأسعار الشهرية للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي بنحو 52 في المئة على أساس سنوي إلى 7.76 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 5.11 دولار في سبتمبر 2021، بعد أن وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها الشهرية على الإطلاق في أغسطس الماضي، إذ بلغت 8.79 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وبالمثل، قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا في سبتمبر بنحو 158.8 في المئة على أساس سنوي إلى 59.1 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما شهد سعر الغاز الطبيعي المسال في اليابان الشهر الماضي ارتفاعاً بـ89.7 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 21.7 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وفي ما يتعلق بأسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، أفاد التقرير بأن وكالة معلومات الطاقة الأميركية توقعت أن يصل متوسط أسعار العقود الفورية للغاز الطبيعي في مركز هنري هوب إلى 7.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال الربع الرابع من 2022، قبل أن ينخفض إلى 6 دولارات في 2023 على خلفية الارتفاع المتوقع في إنتاج الغاز الطبيعي.