ُرقي

من رحم الجهل تولد الحماقات

تصغير
تكبير

الجهل هو أخطر مشكلة واجهها التاريخ على مر العصور.

والجاهل غالباً يدّعي العلم والحكمة والفِطنة دون أن يملكها، والجهلة غالباً يرفضون استقبال العلم والحكمة بشكلها الصحيح، ويؤمنون بأنهم دائماً على دراية من أمرهم ويتوهمون بأنهم أشد الناس ثقافة وعلماً وحكمة.

وهناك العديد من الأسباب التي ما زالت تؤدي إلى الجهل رغم التطور الكبير في المجالات، الثقافية، والعلمية، والأدبية، إلا أن هناك أسباباً جذرية عميقة ما زالت تجعل الإنسان في حالة جهل وعدم تقبّل المعلومات بشكلها الصحيح، ومنها النشأة التي تجعله غير قادر على تقبّل ما هو مختلف عنه، والتمسك بأمور ليست دينية أو قانونية، وإن ما ورثه من أفكار ومعتقدات قديمة أصبحت غير صالحة في مجتمعنا الحالي ولا تُساهم بتطويره، بل تؤدي إلى التخلّف.

وأحياناً الانقطاع المبكر عن العلم، بحيث لا يحصل المتلقي على العلم المطلوب، والشهادة نعم لا تصنع إنساناً، ولكن الانسان قادر على أن يصنع شهادة عندما يمتلك السعي وحب المعرفة للمعلومات بشكلها الصحيح، ويملك شغف وحب العلم والتعليم بشتى أنواعه، وإن كانت غير دراسية، فالخبرات المكتسبة والسعي وراء المعلومات والبحث والتمحيص في الأسباب والدوافع والثقافة العامه تؤدي إلى صنع عالم.

ومن أهم الأمور التي تؤدي إلى الجهل الانغلاق الفكري والثقافي والاجتماعي هذا يجعل الشخص غير قابل لإفادة نفسه أو مجتمعه.

وايضاً، العلم لا يُحدد بما تحفظه بل بما تفهمه وتطبقه في عالم الواقع.

الجهل هو عدو الإنسان فـاحرص على ألا يكون عدوك بداخلك، فالجهل يؤدي بالإنسان إلى ارتكاب الحماقات والأخطاء والذنوب ويجعل فكر الانسان في حالة عجز وشلل عن معرفة الصواب والخطأ وعدم القدرة على إطلاق أحكام سديدة وسليمة.

وهو ايضاً من أحد الأسباب التي تؤدي إلى مجتمعات فقيرة وقدرات محدودة، لذلك نحن كمجتمعات وكأفراد يجب علينا أن نساهم في رفع سقف الوعي ومحاربة الجهل بشتى أنواعه، ومن أهم السُبل الفعّالة لمحاربة الجهل نشر ثقافة احترام الاختلاف وتقبله دون المساس بالأشخاص، أو شن حرب تجاههم، وأيضاً نشر ثقافة أهمية التعلّم والتعليم والبحث دائماً وراء المعرفة، وتوسيع دور العلم للكبار بالسن، ولا يقف التعليم عند سن معينة، بل العلم يمتد بالإنسان لآخر يوم في حياته.

فطوفان الجهل لا يوقفه إلّا سـدّ العلم!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي