النتائج تُبشِّر بإمكانية الاستغناء عن معظم العقاقير المضادة للمرض الخبيث
نجاح تجنيد آلية بيولوجية في دفع السرطان إلى «الانتحار»
تتواتر أخبار بين الحين والآخر عن ابتكار عقاقير صيدلانية جديدة مضادة لنوع أو أكثر من أنواع السرطان، وهي العقاقير التي تكون أسعارها باهظة عادةً.
لكن باحثين أميركيين أثبتوا أخيراً أن هناك آلية بيولوجية ذاتية توجد بشكل طبيعي في الجسم البشري من الممكن تجنيدها بحيث تؤدي في المستقبل القريب إلى الاستغناء عن تلك العقاقير أو على الأقل تقليص الحاجة إليها، وهي الآلية التي نجحوا في جعلها تدفع الخلايا السرطانية إلى أن «تنتحر» بأن تقتل نفسها بنفسها.
وتحت قيادة البروفيسور «كريستوافر لاروك»، أستاذ علم الميكروبيولجي في كلية الطب بجامعة إيموري، أثبت الباحثون أن سر تلك الآلية البيولوجية الذاتية يكمن في أحد الجينات (المورثات) البشرية، وهو الجين الذي يُعرف علمياً باسم «غاسديرمين أ» وتتمثل وظيفته في حث الخلايا عديمة الفائدة وغير المرغوبة على أن تتخذ قراراً ذاتياً بأن تموت (تنتحر).
الباحثون أوضحوا في تقريرهم أن آلية «موت الخلايا» هي عملية أساسية طبيعية تحصل في الجسم البشري باستمرار وبشكل يومي، وتؤدي إلى موت والتخلص من نحو مليون خلية تالفة أو منتهية الصلاحية في كل ثانية لتفسح المجال لخلاياً شابة جديدة بديلة. وفي حال إصابة تلك الآلية بالخلل، فإن عدم موت الخلايا التالفة يتسبب في كثير من الأمراض، بما فيها السرطانات.
وفي خطوة بحثية رائدة وغير مسبوقة، نجح الباحثون في توجيه وتجنيد تلك الآلية الذاتية بحيث دفعت خلايا سرطان الجلد في عينات أنسجة بشرية إلى أن «تنتحر» من تلقاء نفسها وتتلاشى تماماً من الأنسجة السليمة من دون أن تترك وراءها أي مخلفات يمكن أن تسمح بعودة نمو الخلايا الخبيثة في الأنسجة.
وبينما يواصل الباحثون جهودهم لتطوير تقنية لجعل الجين «غاسديرمين أ» أكثر قدرة على تمييز واستهداف الخلايا السرطانية فقط دون غيرها من الخلايا السليمة، فإن النتائج التي حققوها حتى الآن تبشر بإمكانية الاعتماد على «آلية انتحار الخلايا ذاتياً» كبديل أرخص وأنجع لمعظم عقاقير وأدوية السرطان.