رقي ُ

منع المعاناة الفطرية هدف مستحيل...

تصغير
تكبير

ذات يوم، قرأت مقولة تقول «رفض معاناتك هي زيادتها، وإنما عليك معرفة التعامل معها ومواجهتها وتحدّيها».

الأمر ليس من قبيل المبالغة، فعندما نرفض أن نعاني فإننا نحن نرفض الحياة.

الحياة الطبيعية هي مثل القطار، والمعاناة أو المصائب أو الحزن والفشل، وأيضاً النجاح والسعادة والبهجة جميعها محطات علينا المرور بها وتخطيها وليس الوقوف عند تلك المحطة ورفض سير الحياة.

انظر إلى المجتمع... إلى من حولك، على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية والثقافية، ستجد أن هناك شيئاً واحداً مشتركاً، وهو أن الجميع يُعانون.

لا تعتقد بأن من يملك العلم والمال والجاه هو فارغ من الألم أو من الوجع أو من الفشل، الحياة لا تهديك ثمارها على طبق من ذهب، الحياة تعلمك وتهذبك بالتجارب والامتحانات والمعاناة أيضاً.

وطبعاً كلماتي تلك لا تعني بأن نخلق معاناة من العدم أو المبالغة في الأمور، ولكن هناك ظروف تحتم علينا الحزن لفترة من الزمن ومواجهتها والتعلم منها لا الوقوف عندها.

هناك دراسة لأهمية المعاناة الحقيقية للدكتور فيكتور فرانكل، وهو طبيب نفسي نمسوي، وأحد مؤسسي «العلاج بالمعنى»، تقول إنه خلال المعاناة يمنح الفرد الفرصة لإدراك حريته الأساسية في اختيار معنى لتلك المعاناة، فضلاً عن معنى حياته كلها. ما يعنيه فرانكل هنا أن الحياة البشرية لا تتحقق فقط بالسعادة والاستمتاع، ولكن أيضاً بالمعاناة.

إن المعاناة تزيد من نضجنا نحن الأفراد، وتضفي معنى جديداً لحياتنا وتعلمنا وتفهمنا العديد من الأمور التي أحياناً نغفل عنها، تأكد بأنك ليس وحدك تعاني... الجميع يمر بظروف قاسية وصعبة حتى أولئك الذين تمتعوا بظروف حياة مثالية يعانون، لا أحد يخلو من الظروف المؤلمة التي ممكن أن يمر بها ولكن هناك من يعي تماماً كيف يتعامل معها ويمنعها من عرقلة سير حياته والسيطرة عليها، ولتجاوزك تلك المحن هناك طريقة عليك أن تؤمن بها وهي أن كل شيء موقت، تتحرك الحياة في دورات لتولد حياة جديدة، ولن يوقف أي شيء تلك الحركة.

هناك مقولة تقول (إن هذا الوقت سيمضي)، الوقت العصيب سيمضي والوقت الجميل سيمضي، أيضاً الحياة لا تكن في حالة سكون إنما هي الحياة دائماً في حال جديد، لذلك، عليك أن تتعلم وتفهم كيفية التعامل مع مراحل حياتك وعدم اليأس أو الإحباط.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي