الميم وتميم والفكر الذميم

تصغير
تكبير

حقيقة لست قادراً على فهم أو استيعاب كل هذا التهافت الغربي، ليس فقط على تأكيد ما يعتبرونه حقوقاً للشواذ، ولكنهم يتخطون ذلك إلى تسويق الشطط والشذوذ ورفع الرايات والشارات المزركشة بألوان البهجة للصغار والكبار في قوس قزح ليحولوا هذا المشهد الجميل الذي تتكشف معه ألوان الطيف بين رذاذ المطر وأشعة الشمس، ليحولوه شعاراً ويفرضوه ترويجاً لمجتمع وهمي أطلقوا عليه اسم «الميم» !... لأن هذا الحرف بنظرهم يعبر عن صفات المنتمين إلى هذا العالم الشاذ، حيث هو بادئة الكلمات الدالة عليهم مثل (مثلي... متحول... مزدوج... متحير... مغاير... متحور) !

شططهم هذا تخطى سان فرانسيسكو عاصمتهم ليغزو ولايات أخرى ودولاً وقارات، ثم بدأ يغزو كلمات رؤساء الدول العظمى مثل بايدن الذي احتفل معهم بما يراه فخراً في شهر يونيو.

السفارة الأميركية كذلك لدينا في الكويت يبدو أنها انخدعت بمقدار التطور الاجتماعي والانفتاح الثقافي والرقي التعليمي الذي يميز الكثير من شبان هذا البلد، وأطلقوا بياناً من نوعية «بالون الاختبار» لقياس رؤية هذا المجتمع السوي تجاه جماعة «الميم»، ربما ظناً منهم أن التطور من جهة وقبول الشذوذ والدعوة إليه واعتباره فخراً من الجهة الأخرى صنوان لا يفترقان !... وهو ظن سوء بالتأكيد تبين لهم مقدار خطئه من حجم ردود الأفعال المصاحبة للبيان الغريب من مختلف فئات المجتمع.

التسويق لـ«الميم» ليس حكراً على الأميركان فقط، ولكنه موجود أوروبياً كذلك، وكأن العالم المتحضر نسي كل مشاكل البشرية وبقيت لديه فقط أزمة مشاعر جماعة «الميم» الذين يطلبون الافتخار بالخزي ! وعبر عن التوجه الأوروبي ذلك السائل في باريس الذي ظن أنه «جايب الميم من ديلو... إن كان عندو ديل أصلاً» وترك كل شيء ليسأل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد سؤال المليون ظاناً أنه حشره في زاوية أمة «الميم» بتساؤله إن كانت قطر ترحب بحضور هؤلاء إلى الدوحة لحضور بطولة كأس العالم !

الشيخ تميم، الذي استوعب على الفور فخ السؤال، لم يرتبك ولم يتلعثم ولم يردد كلمات وجملاً غير مفهومة للتهرب من الإجابة، بل قال بوضوح:

«الجميع مرحب به في الدوحة، نحن لا نمنع أحداً من القدوم مهما كانت خلفيته أو معتقداته مختلفة، قطر بلد ترحابي للغاية ولدينا ملايين الزوار، كأس العالم فرصة عظيمة للناس من مختلف أنحاء العالم ليأتوا ويتعرفوا على ثقافتنا ويستمتعوا بكرة القدم.

ولكني أريد أيضاً من الجميع أن يستمتعوا بتجربة ثقافة جديدة ومختلفة، كلنا نعيش في كوكب واحد ولكن لكل منا ثقافته، نحن نرحب بالجميع، ولكن (وهنا بيت القصيد) نحن ننتظر ونتوقع من الجميع احترام تقاليدنا وثقافتنا».

كلام جميل جداً من الشيخ تميم، ومازلنا نستغرب هذا التهافت الغربي على تسويق هذه الممارسات وكأنها أولوية الحياة الدنيا... والغريب أنهم لديهم «مبادئ» في التعامل مع جماعة «الميم» هدفها عدم إحراجهم، مثل مقولة: «لا تسأل ولا تقل»! وهذه المبادئ تراهم يقيدون عبرها الناس من الحديث في أمور الشواذ، ولكنهم لا يحترمون ذات المبادئ عندما يصدعون رؤوسنا يومياً بالتسويق لهم وتجميل ممارساتهم ومطالبتنا بتقبلها وصولاً إلى نعتها بالفخر!

أيها الأحبة، والله أن لدينا الكثير من المشاكل الحضارية والثقافية والفكرية والسلوكية والقانونية والسياسية والاقتصادية والصناعية، واعلموا أن سالفة «الميم» التي تؤرقكم ليل نهار وتقض مضاجعكم كل يوم وتحرمكم لذة النوم هي آخر أولوياتنا واهتماماتنا... ونصيحتي لربعنا «كل واحد ياخذ بالو من لغاليغو لأنهم يريدوننا أقواماً بلا لغاليغ»... وصلت ؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي