«الراي» عاينت ارتفاع الأسعار في تعاونية إشبيلية واستمعت إلى آراء المسؤولين والمواطنين
«الدجاج»... أزمة عالمية ومطلوب حلول وطنية
- صلاح البادي: دول أوروبية بدأت تسحب دجاجاً من مصادر الكويت مثل البرازيل فارتفعت الأسعار نحو 30 في المئة
- سعد الرشيدي: الحل بالتوجه إلى المنتج الوطني ودعمه وزيادة في مساحة الزراعة
استعاد المواطنون، مع ما يجري حالياً، مشهد مسرحية «على هامان يا فرعون» بين الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والفنان سعد الفرج، اللذين كان يناقشان الكارثة التي حلت بقرية الحصينة التي تعاني من ارتفاع الأسعار في الدجاج حتى صار سعر الدجاجة بـ«ألف ناقة».
وعلى الرغم من المشهد المضحك وسخريته، فإن التفاصيل المضحكة عادت، ولكن بأزمة حقيقية نتيجة ارتفاع أسعار الدجاج هذه الأيام بالفعل، إلى جانب شحّه في بعض نقاط البيع، ومنها مراكز التموين التي يختفي بها الدجاج في بعض الأيام، أو يتم توزيع الدجاج ذي الحجم 1200 غرام وهو حجم لا يحظى بإقبال المستهلكين.
وفيما لم تغب أسباب أزمة ارتفاع الأسعار التي عزاها الجميع إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، طالب أعضاء جمعيات تعاونية ومواطنون بتدخل حكومي لمواجهة أزمة غلاء الأسعار، كما حدث في التدخل أثناء أزمة جائحة كورونا، لما قد تؤول إليه هذه الحرب من مآلات قاسية في الأشهر المقبلة.
«الراي» استقصت موجة ارتفاع الأسعار، بزيارة لجمعية اشبيلية التعاونية، ورصدت آراء بعض أعضاء الجمعية والمواطنين في أزمة ارتفاع أسعار الدجاج. فكانت البداية مع رئيس مجلس إدارة الجمعية صلاح البادي، الذي قال إن «أزمة الغلاء عالمية اجتاحت كل دول العالم بما فيها الكويت، ومن بينها الدجاج نتيجة أزمة الحرب في أوكرانيا، لأن الدول الأوروبية بدأت تسحب كميات الدجاج من مصادر السوق الكويتي، مثل البرازيل، وهذا الأمر أثر بشكل كبير على حصة الكويت وبلغت نسبة الارتفاع من بين 20 إلى 30 في المئة».
وشدد البادي على «توفير كميات من المواد الغذائية، بما فيها الدجاج بشكل مستمر، لأن مراكز التموين في السابق تورد الدجاج بشكل يومي، أما اليوم فكل 3 أيام بسبب الشح وقلة الدجاج»، مشيراً إلى أن «جميع الجهات والشركات التي طلبت زيادة الأسعار تم رفضها، خوفاً على المستهلك ومراعاة للسوق».
وبين أنه «في السابق كانت هناك عروض تقدم من قبل الشركات التي تبيع الدجاج، ولكن في الوقت الحالي لا توجد أي عروض، ودورنا كجمعية مواجهة ارتفاع الاسعار، وتأمين جميع السلع في الجمعية بأسعار مناسبة، ولن نتخلى عن المساهم وسنرفض كل طلبات الشركات في شأن الزيادة».
من جانبه، قال رئيس قسم المشتريات في الجمعية سعد الرشيدي إن «مشكلة ارتفاع أسعار الدجاج تحديداً، بدأ يشكل هاجساً ويسبب مخاوف لدى المستهلكين، نتيجة الأزمة العالمية، وارتفاع أسعار الوقود والنقل وكل شيء، مما أدى إلى رفع سعر الدجاج، والحل بالتوجه ودعم المنتج الوطني وزيادة في مساحة الزراعة».
ودعا الرشيدي إلى «تدخل الحكومة في وضع الحلول، منها رفع رسوم الجمارك عن الشركات حتى تساهم في خفض الأسعار.
وللجمعيات دور كبير في ضبط الأسعار، فلها دور إيجابي في توفير السلع والمواد الغذائية، لذلك لابد أن تقدم الحكومة دعم في خفض الاسعار، ولاسيما في ظل الأزمة العالمية، وهذا يتطلب بدعم الشركات حتى تكون قادرة على توفير المواد الغذائية والمساعدة في الشحن، مثلما حصل في أزمة كورونا».
آراء المواطنين
غلاء... مصطنع
أكد المواطن مشعل المطيري أن «الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ بما فيها الدجاج، وهذا يتطلب وضع حلول من قبل الحكومة في مواجهة هذه الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم»، لافتاً إلى الأسعار شهدت قفزة ولابد أن يتم وضع الحلول المناسبة حتى لا يتأثر المواطن.
وأشار إلى أن «ارتفاع الاسعار أضحى حديث الناس في كل مكان، وقد يكون هناك ارتفاع مصطنع في بعض السلع لذلك المطلوب يقظة من الحكومة».
ارتفاع يومي
قال المواطن محمد جمعة إن «الدجاج ارتفع بشكل كبير من 800 فلس إلى 1.5 دينار، وهذا الأمر حصل خلال فترة قصيرة ولابد أن يكون هناك تدخل حكومي لمواجهة هذا الأسعار المرتفعة».
وأضاف أن «سعر الدجاج شهد ارتفاعاً، بل ويرتفع يوماً عن يوم... حتى السلع الأخرى بدأت ترتفع بشكل خفيف قد لا يلاحظه البعض، ولكن أنا بالفعل أقارن ارتفاع الأسعار وأجد أن هناك ارتفاعاً بشكل مستمر».
دعم المنتج الوطني
أوضح المواطن كمال أحمد أن «أسعار الدجاج زادت، بل اختفت السلعة من بعض الجمعيات نتيجة الشح والحرب الدائرة في أوكرانيا، إلى جانب ارتفاع الأسعار في الشحن والوقود، وهذا يدفع بالحكومة للتفكير في دعم المنتج الوطني وزيادة المساحات الخضراء والاهتمام بالرعي».
وطالب بأن تكون الرقابة على الاسعار من قبل الجهات المختصة بشكل مستمر، بالتزامن مع هذه الأزمة حتى لا يقوم أحد باستغلالها ويقوم برفع مصطنع في الاسعار.
ميزانية الأسرة في خطر
اشتكت المواطنة أم عبدالله من ارتفاع الأسعار، وقالت «بالفعل هناك ارتفاع في كل السلع، بما فيه الدجاج وندعو إلى إيجاد حلول، لأن هذا الأمر يؤثر على ميزانية الأسر في الكويت».