دبي أقدمت على بنائها منذ سنوات والسعودية على الطريق
المنازل العائمة... هل تصل الموجة إلى الكويت؟
- السوق المحلي مؤهل وبيئته ملائمة لتشييد المساكن العائمة
- حيدر: لماذا لا تُحوّل «فيلكا» إلى سياحية مع بناء منازل عائمة حولها؟
بدأت «موضة» المنازل العائمة في البحر تجتاح العالم، منذ بضع سنوات، فمن أميركا مروراً بدول أوروبا، ومن ثم دبي، كان العديد من التحف المعمارية العائمة محط أنظار كبار المستثمرين، في ظل ما تشكّله من فكرة جديدة ومتنفس ترفيهي في بعض الأحيان.
وعلى الرغم من البيئة الملائمة لتشييد تلك المنازل في الكويت، إلا أن هذه المناظر لا تزال غائبة عن سواحلها تماماً، في ظل سباق بين دول المنطقة في هذا المجال، لاسيما دبي التي بدأت توفير حياة معيشية كاملة في عالم البحار داخل منطقة جزر العالم الفريدة من نوعها، وهي كتل اصطناعية يبلغ عددها 300 جزيرة صغيرة تأخذ شكل قارات العالم السبع، إضافة إلى السعودية حيث عينت شركة البحر الأحمر للتطوير أخيراً شركة الهندسة المعمارية اليابانية الشهيرة «كنغو كوما وشركاه» لتصميم 90 فيلا عائمة فوق الماء وعلى اليابسة في إحدى جزيرتي أمهات بالبحر الأحمر.
فرس البحر
وفي مشروع «فلل أوروبا» أو ما يطلق عليه «فرس البحر» داخل منطقة جزر العالم، تمتد الفلل العائمة بدبي على مساحة 1700 قدم مربعة طوّرتها شركة «كليندينست» الألمانية، وتتكون كل فيلا من 3 طوابق، حيث إن الطابق السفلي تحت الماء، ويطل على مناظر طبيعية من الشعب المرجانية، تخدمها مارينا لليخوت، فضلاً عن جسور عائمة. وقد تم الإعلان عن المرحلة الأولى منها في 2015.
وتم تزويد هذه المنازل العائمة على سطح الماء بتكييف لكل طابق يناسب الاحتياجات الفردية، كما تحتوي هذه البيوت على نوافذ زجاجية تتيح الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتضم كل فيلا حديقة صناعية من المرجان البحري بمساحة 495 قدماً مربعة.
وتبلغ أسعار بعض أنواع الفلل، التي طرحت دبي بعضاً منها للبيع أخيراً نحو 15 مليون درهم، في حين تعتبر مثل هذه المنازل فرصة استثمارية جذابة في السوق العالمية.
وقال عقاريون لـ«الراي» إن فكرة المنازل العائمة رائدة ويمكن تطبيقها في الكويت، خصوصاً وأن البلاد تتمتع بمؤهلات تمكنها من تنفيذ ما قامت به دبي منذ سنوات.
وفي هذا الإطار، أكد نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار عماد حيدر أن الكويت قادرة على تحويل جزيرة فيلكا كاملة إلى جزيرة سياحية وبناء ممرات مائية والسماح بإقامة منازل عائمة قريبة منها، وتحويلها إلى متنفس ترفيهي للعائلات.
الأهم عالمياً
وعالمياً، يعتبر مشروع «ذا فلوتنغ هاوس» في مدينة سياتل الأميركية من أهم مشاريع المنازل المائية وأكثرها تميزاً، حيث استوحى المعماريون تصميم منازله من مستودعات المرسى الخشبية القديمة، كما أضافوا إليها لمسة عصرية من خلال استخدام الدعامات الفولاذية والإسمنت المصقول.
وهناك أيضاً مشروع «فلوت وينغ»، وهو عبارة عن مسكن عائم يمكن قاطنه من الاستقرار والعيش متنقلاً في أي مكان في العالم، حيث بُني خصيصاً للسفر بتصميمه المرن الذي يسمح بتقسيمه ونقله بأقل من 3 حاويات شحن.
كما يعتبر مشروع «سيتاديل» أول مبنى سكني عائم في أوروبا، وهو جزء من مشروع تطوير «نيو ووتر» الذي يضم 6 مبانٍ سكنية عائمة، مصممة على التكيف مع الفيضانات وارتفاع نسب المياه.
حل لمشكلة السكن في هولندا
لجأت هولندا إلى المنازل العائمة لحل مشكلة السكن فيها، حيث بدأت ببناء مدينة عائمة أشبه بمدينة البندقية الإيطالية، ولكن بتصاميم حديثة، وهي «جيثورن».
وباشر بتطبيق الفكرة مهندسون معماريون هولنديون، لحلّ مشكلة نقص الأراضي الصالحة للسكن، ولإيجاد حل مستقبلي لسكان البلاد الذين يعيش أكثر من نصفهم تحت مستوى سطح البحر، ما يعرّض منازلهم لخطر ارتفاع مناسيب المياه بسبب ظاهرة التغير الحراري.