الهوامير في المشمش

تصغير
تكبير

على وقع أغنية «أنا كنت بحب المشمش دلوقتي بموت في المانغا...» سارت الانتخابات النيابية اللبنانية، وعلى وقع أغنية «بسبوس عاشق بسة ويدلعها بسبوسة» تسير الحرب الروسية الأوروبية من جهة أخرى في حفلة كونية هابطة هبطت علينا، فلم نأخذ من المانغا سوى المشمش ومن البسبوس سوى وجبته: الهامور!

***

تحقيق إداري مع موظفة لأنها مزحت مع صديقاتها بكلمة «بالمشمش» حول منحة المتقاعدين، فأصبحت ثلاثة آلاف دينار (عشرة آلاف دولار)، أهم من مستقبل إنسان في عصر استهلاكي يسير نحو الانهيار الاقتصادي واثق الخطوة يمشي ملكاً!

***

نائب يشكر وزيرة على إزالة إعلان اعتذار لا يناسب قيم المجتمع الذي يرى الاعتذار انتقاصاً من قدره ومكانته، ليتضح أن ذلك الاعتذار المنافي لعاداته وتقاليده وما جُبل عليه الآباء والأجداد ما هو إلا: إعلان عن وجبة هامور استفزت الهوامير!

***

خلاصة الموضوع وكل المواضيع في «شعب المعارك الصغيرة» على ما قال الفنان الدكتور عبدالله النفيسي في تشخيص عِلل وعالات المجتمع في حواراته التي لا تنتهي في المشمش... فمتى موسمه؟

ثمرة المشمش:

تسقط أوراقها في الخريف وتزهر في الربيع وفي الصيف تنضج... يعني «هانت».

صيف الكويت ساخن جداً.

***

علة المجتمع في المجتمع نفسه، فالشعب يريد تغيير الشعب، في عالم أنثوي عاجز عن السيطرة على مشاعره، وبما أن هذا كلام لا يعجب النسويات خصوصاً أنه جاء بالتزامن مع توقيت ذكرى أحد أبرز انتصاراتهن، بحصولهن على حقوقهن السياسية في الكويت، فلنراضيهن بحقيقة أن: الحضارة أنثوية وليست أنثى فحتى ذكور المدينة أنثويون!

***

تم تحييد دور الذكورة في العالم كله، لأن العنف الذكوري فيه تحكم وتسلط، ليحل محله العنف الأنثوي الذي هو باختصار اللا عنف جسدياً، لكنه بعيد عن الإنسانية والرحمة، يفتقد الشجاعة والفروسية، غارق في التشنيع والتشهير وهما رمز للعنف الشديد وإن كان غير جسدي، لكنه أسوأ وأقسى أنواع العنف.

***

نحن مجتمع عنيف جداً، ولكن بشكل أنثوي، يبدو في ظاهره أكثر حضارة، ولكن واقعه أقل رقياً.

ونحن شعب يدمر نفسه بنفسه، وفق دورة الطبيعة: نظام ذكوري يبني حضارة، الحضارة تؤدي إلى تأنيث العالم، الأنوثة تدمر الحضارة.

مع ملاحظة أن المشمش ثمرة، والهامور وجبة، وكلاهما أنثوي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي