486 مليار دولار خسرتها «بيتكوين» وأخواتها في 10 أيام
27 في المئة من أموال الكويتيين في العملات المشفّرة... تبخّرت من محافظهم
- من قلب الحدث:
- كويتي هبط استثماره في «لونا» من 2.5 مليون إلى 275 دولاراً بأسبوع
- مواطنون عزّزوا استثماراتهم لـ «تبريد» ملكياتهم ومستثمرو الغفلة يتفرجون بحسرة
- أحد ضحايا الانهيار فكّر بإلقاء نفسه من أعلى جسر جابر بعد خسارته 75 في المئة
- مخاوف من أن تحد الخسائر الباهظة القدرة على تسديد قروض الاستثمارات المشفّرة
- الكويتيون ينقسمون لمستثمرين طويلي الأجل وآخرين «مع الخيل يا شقرا»
خسرت العملات المشفرة في 10 أيام 486 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 27 في المئة من قيمتها السوقية، متراجعة من 1.803 تريليون دولار في 5 مايو إلى 1.317 تريليون في إغلاقات أول من أمس وفقاً لبيانات منصة «كوين ماركت كاب»، ليبلغ تراجعها في شهر نحو 564 مليار دولار (-29.98 في المئة) في شهر، فيما وصلت خسائرها في 6 أشهر إلى 1.49 تريليون دولار (-53.08 في المئة) مقارنة بـ2.807 تريليون دولار في إغلاقات 15 نوفمبر من العام الماضي.
الخسائر الباهظة جعلت السؤال مشروعاً، عن حصة الكويتيين المستثمرين في تلك العملات، والذين تزايد عددهم بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية وسط هجمة شبابية نحو هذا السوق أملاً في تحقيق أرباح طائلة.
وإلى ذلك تُظهر جردة استقصائية أعدتها «الراي» من واقع مستثمرين كويتيين سجلوا خسائر باهظة في أسبوع الانهيارات التي منيت بها العملات الرقمية المشفرة أن الكويتيين فقدوا أكثر من ربع قيمة ما يمتلكونه من عملات رقمية على أقل تقدير، فيما يزداد الرقم في محافظ البعض عند الحديث عن عملات هبطت بأكثر من هذه النسبة بكثير، منها «لونا» مثلاً التي فقدت 99.98 في المئة من قيمتها خلال أسبوع واحد، متراجعة من 82 دولاراً للعملة الواحدة إلى 0.009 دولار فقط.
ولعل أبلغ دليل ذلك، ما قاله أحد الكويتيين الذين اكتووا بنار الانهيار الأخير، حيث أكد أبو أحمد لـ«الراي» أنه كان يمتلك كمية من عملة لونا بما قيمته 2.5 مليون دولار انهارت خلال أسبوع لتصل قيمتها إلى 275 دولاراً فقط !
وما يزيد الأمر سوءاً لعدد ليس بقليل من المواطنين المستثمرين في العملات الرقمية، أنهم لجأوا للاقتــراض مــن البنوك والمؤسسات المالية، موجهين كل أو جزءاً من هذه القروض إلى سوق العملات المشفرة، طمعاً في تحقيق الثراء السريع، في حين أن الخسائر التي تكبدوها أخيراً قد تحد من قدرة الكثير منهم على الالتزام بسداد أقساط قروضهم.
وفي هذا الجانب، يقول مستثمر كويتي آخر لـ«الراي» أنه وجه قرضاً حصل عليه بـ 50 ألف دينار نحو سوق العملات المشفرة، طمعاً بتحقيق ثروة إلا أنه خسر ثلاثة أرباع هذا المبلغ خلال الأيام الأخيرة، مضيفاً «لا أفشي سراً إذا قلت أنني فكرت بالانتحار بإلقاء نفسي من أعلى جسر جابر».
وأظهرت لقاءات متفرقة أجرتها مع مجموعة من المواطنين المستثمرين في العملات الرقمية أنهم ينقسمون إلى نوعين، هما:
1 - مستثمرون مؤمنون
الصنف الأول من المواطنين المتداولين في العملات الرقمية، هم من المؤمنين تماماً بأن المستقبل سيكون لتلك العملات، سواءً كان عاجلاً أم آجلاً، وهؤلاء مستثمرون متوسطو وطويل الأجل، لا يتأثرون بالهزات الوقتية التي تتعرّض لها سوق العملات المشفرة.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر استثمارية في سوق العملات الرقمية أن هذه النوعية من المستثمرين لا تكتفي خلال الوقت الحالي بالاحتفاظ بملكياتها، بل تعمل على «التبريد» عليها كما يحصل عادة في أسواق الأسهم التقليدية، عبر شراء عملات رقمية رئيسية بأسعار منخفضة، كـ«البيتكوين» و«الإيثريوم».
وبينت المصادر أن هناك مستثمرين عززوا ملكياتهم في العملات الرقمية رغم تدهور قيمها بهدف «تبريد» ملكياتهم، أملاً في تعويض خسائرهم، أما من يُطلق عليهم مستثمرو الغفلة فلا يملكون إلا الفرجة بحسرة حسب شهادة أحدهم الذي فقد أكثر من نحو 99 في المئة من قيمة استثماره.
وتلفت المصادر إلى أن شركات الوساطة الناشطة محلياً في مجال العملات الرقمية، تواصلت خلال الفترة الأخيرة مع عدد من المستثمرين بغية إقناعهم بضخ أموال واستثمارات جديدة لهم في السوق، في ظل وجود فرص أفرزها التراجع الأخير.
2 - مستثمرو الغفلة
النوع الثاني من المتداولين الكويتيين في سوق العملات الرقمية، هم «مستثمرو الغفلة»، ممن دخلوا السوق صدفة، أو تقليداً لأقرباء وأصدقاء حققوا عوائد كبيرة من هذا السوق سابقاً، أو من خلال تتبعهم قصصاً عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، سواءً كانت حقيقية أو مفبركة، لأشخاص أصبحوا مليونيرات في فترة وجيزة بعد دخولهم عالم العملات المشفرة، ممنين أنفسهم بأن يصبحوا من الأثرياء بين ليلة وضحاها.
وتؤكد المصادر ذاتها أن هذه النوعية من المتداولين هم الخاسر الأكبر في تعاملات السوق الأخيرة، مشيرة إلى أنهم يضاربون على العملات دون معطيات واضحة تبرر دخولهم على أي عملة، ولا إستراتيجية محددة للتداولات، فأقصى ما يفعله المتداول من هذا النوع هو السير وفق المثل «مع الخيل يا شقرا»، ليجد نفسه في نهاية المطاف عالقاً بكميات كبيرة من العملات الرقمية انهارت أسعارها، فإما أن يبيعها بخسارة كبيرة، أو ينتظر علها تعاود الارتفاع إلى مستويات مقاربة لسعر شرائه لها، الذي قد لا يأتي، أو يتأخر كثيراً.
603.5 مليار فقدتها «بيتكوين» في 6 أشهر
تراجعت القيمة السوقية لـ«بيتكوين» بنحو 100.014 مليار دولار (- 14.37 في المئة) في 10 أيام و174.96 مليار في شهر (-22.7 في المئة) و603.537 مليار في 6 أشهر (-50.31 في المئة) لتغلق عند 596.074 تريليون دولار أول من أمس.
أما «إيثريوم»، وهي ثاني أكبر العملات الرقمية قيمة سوقية، فتراجعت قيمتها بنحو 72.586 مليار دولار (-21.88 في المئة) في 10 أيام و106.92 مليار على أساس شهري (-29.2) و280.224 مليار (-51.95 في المئة) في 6 أشهر، مسجلة 259.186 مليار دولار في نهاية تداولات الأحد الماضي.
ولعل من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه الهزة العنيفة في سوق العملات الرقمية، هو ارتفاع إقبال مستثمرين مؤسسين مثل صناديق التحوط وشركات الاستثمار على التداول بها، بعد فترة طويلة سيطر فيها الأفراد على تداولاتها، ما زاد بالتبعية تأثر تلك العملات بحركة سوق الأسهم العالمية، التي سجلت تراجعات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة نتيجة مخاوف المستثمرين من تأثر النمو الاقتصادي العالمي سلباً بالتضخم وارتفاع معدلات الفائدة.
كما أنه في أوقات عدم اليقين بالأسواق، عادة ما يلجأ المستثمرون التقليديون إلى بيع الأصول ذات المخاطر الأعلى من وجهة نظرهم كالعملات الرقمية، ويحوّلون أموالهم إلى استثمارات أكثر أماناً.