كاميرا «الراي» وثّقت ما شهدته أيام الشهر المبارك من مظاهر البر
ديرة الخير... في شهر الخير
لم تكن أيام شهر رمضان المبارك، حالة استثنائية لأعمال الخير والبر التي جبل عليها أهل الكويت، ولكن لخصوصية الشهر في هذا المجال تكتسب الأعمال بعداً إنسانياً كبيراً لا يتوقف عند حدود الكويت، بل يتجاوزها إلى جميع بلاد العالم، حيث أفطر الصائمون على وجبات قدمها أهل الخير هنا، ونقلتها اللجان والجمعيات الخيرية لتصل إلى المحتاجين حيث يكونون.
محــليــاً، رصــــدت كـــامــــيرات «الـــراي» خلال أيام الشهرالمبارك، مظاهر الخير، فجاد الخيّرون بمالهم، ووزعت وجبات إفطار الصائم، بل حتى انبرى مواطنون لإقامة خـــيام لإفـــطـــار الصائمين أمــــام منازلهم، فيما عـــمد بعضـــهم إلى وضع ثلاجات يملؤونها بوجبات الطعام لعابري السبيل، في صور تجسد معاني العطاء والإنسانية التي جبل عليها أهل الكويت وتوارثوها جيلا بعد جيل. كما تولت جمعيات خيرية توزيع آلاف وجبات الإفطار على العمالة في مناطق سكنها، فيما كانت جمعيات أخرى تتولى تلمس حاجات الأسر المتعففة لتقديم المساعدات لها، سواء بتقديم تموين رمضان أو كسوة العيد.
وفي المساجد، اكتملت الصفوف وامتدت إلى خارج أسوارها، في صورة تبعث البهجة في النفوس وتؤكد أصالة المجتمع وارتباطه بدينه الإسلامي، وجاءت العشر الأواخر من الشهر المبارك، لتعيد صور جموع المصلين، قبل جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على الكويت لعامين، حتى أذن الله أن يكشف هذه الغمة وتفتح المساجد ذراعيها لاستقبال المؤمنين في صلوات التراويح والقيام.
ومع عودة الحياة الطبيعية، عادت الظواهر الاجتماعية في الشهر المبارك، ففتحت الدواوين والصالات ونظمت فيها الغبقات الرمضانية، في أقوى مظاهر التضامن والتآلف الاجتماعي، فيما كان الأطفال على موعد مع أيام قرقيعان بمنتصف الشهر، حيث ازدانت البلاد بصورهم وهم يرتدون الأزياء التراثية ويرددون الأغنيات الموروثة، طارقين أبواب الجيران والأقارب لنيل حلو القرقيعان.
ومع اقتراب العيد، شهدت الأسواق التجارية موسمها السنوي بإقبال الناس على التبضع للاحتفال بالعيد، فعاد الزحام في الأسواق وعلى الطرق، لتعود الحياة من جديد قوية برغبة أهل الكويت ودعائهم لله عز وجل أن يجـــنب البلاد كل مــرض أو جــائحة وأن يحفظها من كل مكروه.
تصوير:
أسعد عبدالله - نايف العقلة
سعود سالم