وقائع

ذوو الاحتياجات الناقصة!!

تصغير
تكبير

لاحظت في الآونة الأخيرة، وجود عدد لا بأس به من الطلاب والطالبات، من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في كليات «التطبيقي» وجامعة الكويت.

في الحقيقة، هذا المشهد يبعث الأمل في نفوس هذه الفئة، حيث انه في ظاهره مساواة لهم مع بقية الطلبة في التعليم والتحصيل العلمي للشهادات العليا.

ولنا على مستوى العالم، أمثلة كثيرة من دكاترة وقادة من هذه الفئة.

لكن ما يحدث في الكويت امر مختلف تماماً. للأسف، جزء كبير من هؤلاء الطلاب والطالبات، يدخل الجامعة او «التطبيقي» ويقضي أربع سنوات كاملة ويحصل على المؤهل الاكاديمي، من دون تحصيل علمي يعكس هذا المؤهل.

نعم، هناك موانع وتقصير كبير من الدولة ووزارة التربية في دعم ومساعدة هذه الفئة على التحصيل الاكاديمي.

فكيف يتم السماح بدخول طالب من فئة الصم والبكم، الكلية من دون وجود مرافق من ذوي المهنة يشرح له المحاضرة بلغة الاشارة.

ماذا سيتعلم هذا الطالب من حضوره المحاضرات من دون قدرته على سماع شرح الدكتور؟

ناهيك عن عدم امداد القاعات الدراسية بأجهزة ووسائل تعليمية (شاهدناها خلال دراستنا في الخارج) مخصصة لهذه الفئة.

كيف تقبل الجامعة و«التطبيقي»، هذا الكم الكبير من الطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة من دون توفير الوسائل التعليمية لهم، بل وحتى توفير فرصة تعليم عادلة لهذه الفئة عن طريق تخصيص مرافقين فنيين يشرحون لهم المحاضرات ؟

للأسف، اصبحت في حيرة من أمري عندما يطلب مني طالب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلاً «دكتور ساعدني»؟

كيف بإمكاني ان اساعده؟ هل أقدم له درجات لا تعكس تحصيله العلمي واغمسه اكثر في وهم النجاح؟ أم اقوم بالمطالبة بتوفير الوسائل التعليمية التي يحتاجها حتى اساعده فعلاً في التعليم؟

نعم، اعتقد (وحتى يرتاح ضميري) بأن مهنتي تحتم علي أن اختار الخيار الثاني، وهو مطالبة هيئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالتنسيق مع الجامعة و«التطبيقي» لـ

1 - توفير مرافقين متخصصين من ذوي المهنة لمرافقة هذه الفئة في المحاضرات وشرح المنهج لهم بلغة الاشارة.

2 - توفير وسائل وكتب تعليمية حديثة توافق وتلبي احتياجات هذه الفئة.

ويجب ان تتعاون كل هذه الجهات لتوفير فرص تعليمية حقيقية لهؤلاء الطلبة والحرص على قدرتهم للتحصيل العلمي الفعلي.

لن اتوقف عن هذه المطالبات ولن اغض البصر، فمسؤوليتنا تجاه الوطن تحتم علينا اصلاح الخلل اينما كان ومناصرة اي مظلوم.

فما بالكم لو كان هذا المظلوم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي