يا معشر المتقاعدين... اتحدوا !

تصغير
تكبير

أيها المتقاعدون، اتحدوا. مقولة نرفعها إليكم ليس استلهاماً من الصيحة التي أطلقها كارل ماركس سنة 1848، فنحن لا نرفعها لكم بحثاً عن الشيوعية ولا الماركسية ولا الاشتراكية. ولكننا نأمل منكم أن ترفعوها لتكون وحدتكم (منجلاً) كويتياً يحش أرجل كل نائب أو مرشح متذاكٍ لا يعرفكم إلا إذا حجت حجايج الانتخابات واستشعر اقترابها، فتراه يتودد ويتقرب ويتبنى وجهات النظر لصالحكم، بل ولا يتورع عن التباكي وذرف الدموع على قضاياكم التي قضت نحبها على يديه وأمثاله.

أنتم - يا معشر المتقاعدين - قوة ضاربة قادرة على تغيير المعادلة السياسية برمتها لو توحدت جهودكم وتم التنسيق التصويتي بينكم في جميع الدوائر الانتخابية. فعددكم اليوم نحو 160 ألفاً، وهذا يزيد على ربع عدد الناخبين بقليل، والذين يبلغ عددهم الإجمالي اليوم نحو 600 ألف.

كثير من المتقاعدين يشعرون بالأسى، وكأن دورهم انتهى في المجتمع، بينما قوتكم الضاربة تؤهلكم لقيادة التغيير الذي فشلنا فيه، فعقولكم الناضجة قادرة أن تنقذنا من سيئات أعمالنا، واختياراتكم الرزينة قادرة أن تنتشلنا من مثالب ممارساتنا، وأصواتكم العذبة قادرة أن تطهر ذنوب اختياراتنا التي لعبت فيها الصيحات العاطفية السياسية أيما لعب حتى استقرت بنا الحال في الدرك الأسفل من مؤشرات التنمية والتطور، ما بين نواب جمبازية (إلا من رحم ربي) ووزراء عاجزين !

هل تعلمون - معشر المتقاعدين - أنكم إذا اتحدتم وراء رابطة أو جمعية أو اتحاد ووضعتم قوائم مرجحة للمرشحين في كل الدوائر والتزمتم بها فستكونون قادرين على النأي بممارساتنا السياسية بعيداً عن أمراضنا الاجتماعية والفئوية التي تنعكس على اختياراتنا في كل انتخابات لتنتج لنا في كل مرة مجالس نتحلطم عليها ليل نهار، والواقع أننا مَن صنعها مرة بعد مرة حتى بات المجلس مرآة نرى فيها (سوأة) اختياراتنا.

هل تعلمون - يا معشر المتقاعدين - أنكم إذا اتحدتم لتحقيق مصالحكم فستكونون أقوى حزب وطني على الساحة، وأهم ثقل اجتماعي، وأكبر مركز سياسي... وسترونهم بأم أعينكم وهم يخرون أمام اختياراتكم صاغرين.

ها هم اليوم بلا خجل أو وجل يغازلونكم يومياً ويتباكون على مصالحكم وعلى الـ3000 دينار التي ضاعت في (سوق صفافيرهم) بين صيحات العناد وصرخات الافتعال وكلٌ يلبي أجندته، وأنتم في النهاية من يدفع الثمن الحقيقي.

ها هم اليوم يذرفون دموع التماسيح عليكم وعلى أوضاعكم، بينما جيوبهم ملأى وأرصدتهم متخمة بعدما ضمنوا مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة وضيعوا مستقبلنا ومستقبل أجيالنا.

اتحدوا - معشر المتقاعدين - بسرعة، وضعوا قوائمكم واقنعوا إخوانكم وأبناءكم وأقاربكم في كل الدوائر... وسترون كيف تدور الدوائر عليهم وتسحق انتهازيتهم المقيتة التي تطفو مع اقتراب كل موسم انتخابي سحقاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي