انبعاثات الأطفال الكورونية... أقل من البالغين
- النتائج قد تفيد في اتخاذ قرارات في شأن إدارة مخاطر انتشار عدوى «كورونا» بين تلاميذ المرحلة الابتدائية
أظهرت نتائج دراسة حديثة أنّ جزيئات وكثافة الرذاذ الذي ينبعث مع أنفاس زفير الأطفال عند التنفس والتحدّث والغناء والعطس أقل من رُبع تلك التي تنبعث من البالغين.
الدراسة - المنشورة في العدد الحالي من مجلة «ذا رويال سوسايتي إنترفيس» - شملت 15 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 8 و10 سنوات، إلى جانب 15 شخصاً بالغاً. وقارن الباحثون معدل وتعداد جزيئات الرذاذ المنبعثة من أفراد العينتين خلال أدائهم وظائف صوتية متعدّدة.
وأظهرت نتائج الدراسات أنّ حجم التحميل الفيروسي لدى الأطفال يكون أقل أيضاً مما هو عليه وليس له تأثير سريري كبير مقارنة مع البالغين. وذلك، فإن الأطفال يكونون أقل عرضة لالتقاط العدوى، كما لا تظهر عليهم إلا أعراض بسيطة.
وأخذت الدراسة في الاعتبار أن الأطفال أقل صخباً من البالغين، وهو الأمر الذي يفسّر جزئياً هذا الاختلاف الذي يشتمل على إطلاق الأطفال قطرات رذاذ أصغر حجماً.
وتعليقاً على ما خلصت إليه الدراسة، قالت البروفيسورة ليندزي مار، أستاذة الهندسة المدنية والبيئية بكلية «فيرجينيا تيك»: «حتى الآن، مازال من غير الواضح أي مقياس لجهة ما اذا كان عدد أو حجم جزيئات الرذاذ هو الأكثر أهمية في تقويم سرعة انتقال فيروس كورونا، لكن الأرجح هو أنّ الحجم الأكبر مرتبط بوجود التعداد الأكبر م».
وفي المجمل، اكتشف الباحثون أنّ معدّل رذاذ الأطفال أدنى وأقل حجماً من البالغين، ورغم ذلك، لم يكن الفارق كبيراً بين المجموعتين من حيث حجم قطرات الرذاذ المنبعثة عند الصراخ والعطس.
ومن جانبه، قال الدكتور بيدرو بيدرا، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية وعلم الأحياء الدقيقة وطب الأطفال بكلية بايلور للطب: «هذه النتائج قد تُفسَّر جزئياً من خلال اختلاف طبيعة الجهاز التنفسي بين الأطفال والبالغين، حيث يكون حجم الرئتين أصغر لدى الأطفال مثلاً، كما تكون الحبال الصوتية أقصر».
ورأى متابعون مختصون أنّ هذه النتائج قد تفيد في اتخاذ قرارات في شأن إدارة مخاطر انتشار عدوى «كورونا» بين تلاميذ المدارس الابتدائية تحديداً، لكن خبراء نبهوا إلى أنّ تلك البيانات لا تشرح سوى جانباً واحداً فقط من احتمالات انتقال العدوى بين الأطفال.