لا يا شيخ حمد... عواصف اليأس أقوى من ربيع الأمل

تصغير
تكبير

سبحان الذي زرع في قلوب الكثير من الناس ومنهم (أنا) محبة الشيخ حمد جابر العلي، والناس إذا أحبوا فهم يحبون الصادق ويبغضون المفتعل، يكشفون - بغريزتهم - الحقيقي من المزيف، خصوصاً إذا أطلقوا لعقولهم وفطرتهم العنان بعيداً عن التوجيه.

الشيخ حمد جابر العلي بالأمس، في ختام زيارته لمجلس الأمة، بعدما استقال تاركاً ساحة الصراع المقرفة، وقبل أن يقول للكاميرا إن الديموقراطية للبناء وليست للهدم، دعا الناس إلى التفاؤل وأننا إذا تفاءلنا بإمكاننا البناء.

وهذا الكلام جميل جداً يا «بوخالد»، ولكن الواقع أننا نشاهد يومياً هذه اللعبة السمجة التي لا تنتهي، وهذا التذاكي «اللامنتهي» من كثير من السياسيين، وهذا الافتعال السرمدي الذي لا أفق له.

والنتيجة أننا مللنا مثلما مللت... وقرفنا مثلما قرفت، ودب اليأس إلى نفوسنا تماماً مثلك.

ولولا أنك يا أبا خالد قد لامست خطوط اليأس من الإصلاح وفقدان الأمل في تحسن الأوضاع - كما نلامس نحن ذلك يومياً - لما استقلت، ولو كان لديك بصيص من أمل في إمكانية تحسن الأحوال، لما تركت منصبك (وما أعلاه) وفضلت أن تنأى بنفسك وكرامتك واسمك وإرثك من هذا التردي اليومي.

الناس أحبوا حمد جابر العلي الذي لم يكن عبقرياً ولا خطيباً مفوهاً، ولكنه سياسي صادق (وهي عملة نادرة بالمناسبة)، وقد لمس الناس هذا الصدق مراراً واستشعروه، وتفاعلوا معه ومع روحك المتفائلة تكراراً، ولكننا اليوم (نعترف) وأظن أنك أيضاً يجب أن تعترف، أن عواصف اليأس العاتية باتت أقوى من ربيع الأمل.

«بوخالد» العزيز، تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وتمنياتنا للكويت أن يرزقها الله ويرزق أهلها الطيبين الاستقرار والسكينة والتقدم وراحة البال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي