الأديب الأريب والشيخ النجيب والداعية الحبيب علي الطنطاوي، رحمه الله تعالى واسكنه في مستقر رحمته، المولود في عام 1909م والمتوفى في عام 1999م، كان اسمه ملء الأسماع ورسمه ملء الابصار، وكان أيقونة من أيقونات الأدب والثقافة، وداعية من الدعاة المصلحين الناصحين، ورمزاً كبيراً من رموز المعرفة، وكاتباً من كبار الكتاب، أحبه الناس لصدقه وعفويته وسماحة نفسه، هو أديب الفقهاء وفقيه الأدباء كما يطلق عليه حيث جمع ما بين الأدب والفقه، وهيهات أن يجتمع هذا المزيج الرائع في شخص في زماننا هذا.
كان يتألق رحمه الله، بقلمه تارة وبلسانه تارة أخرى، فبقلمه نشر آلاف المقالات اليومية التي تُعنى بالإصلاح والإرشاد، وخلف لنا عشرات الكتب النافعة كمذكراته الخاصة «مذكرات علي الطنطاوي» التي تتألف من أجزاء عدة وكتابه صور وخواطر، وتعريف عام بدين الإسلام... إلخ، وبلسانه خطب آلاف الخطب المؤثرة التي لامست القلوب، وانسكبت في الأرواح، فهو بحق شخصية مؤثرة بامتياز، وعلى الصعيد الشخصي أنا من المحبين والمعجبين بالشيخ علي الطنطاوي، ولقد تأثرت بمقولاته كما تأثر غيري ومن أبرز هذه المقولات:
- لقد تعلمنا في المدرسة ونحن صغار أن السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل وأن الممتلئة بالقمح تخفضه، فلا يتواضع إلا كبير ولا يتكبر إلا حقير!
- كلنا مثقبون بالعيوب، ولولا رداء من الله اسمه الستر لكسرت أعناقنا من شدة الخجل.
- المرض أصغر رسالة تقول للإنسان ما اضعفك!
- إذا أردت ألا تندم على شيء فافعل كل شيء لوجه الله.
- لم أجد وصفاً للحياة إلا انها تجارب إن لم تتعلم من الضربة الأولى فأنت تستحق الثانية.
- لا أذكر قط أني عاتبت أحداً، أترك الناس على سجيتهم من أحسن أحسنت إليه، ومن أساء عذرته وإن كررها رحلت عنه.
هذا غيضٌ من فيض من كنوز مقولات علي الطنطاوي.