يعد مشروع مصفاة الدقم أول مشروع مشترك، مناصفة بين شركة البترول العالمية وشركة أوكيو العمانية المملوكة لحكومة سلطنة عمان، والذي يدار من قبل شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية تحت العلامة التجارية أوكيو8، وهو بداية عهد جديد في مسيرة التعاون الثنائي بين كل من دولة الكويت وسلطنة عمان.
ويقع المشروع في قلب المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث يعد موقعه الإستراتيجي ميزة تنافسية، وذلك بسبب وقوعه على مسار خطوط الشحن البحري الدولية على المحيط الهندي وبحر العرب، وهذا من شأنه أن يسهل أنشطة النقل البحرية من المنطقة وإليها. ويعتبر المشروع عند إنجازه أكبر مشروع استثماري مشترك بين دولتين خليجيتين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
تبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 230 ألف برميل في اليوم ويعتمد تصميم المصفاة والتي شيدت على مساحة 900 هكتار على وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة الفحم البترولي.
ويتميز المشروع، والذي بلغت نسبة الإنجاز فيه إلى 87 في المئة والمتوقع الانتهاء من تنفيذه في عام 2023، باستخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال المصافي النفطية وفق أعلى معايير الجودة والسلامة العالمية، لإنتاج عدد من المنتجات البترولية عالية الجودة والتي تتوافق مع أشد المواصفات البيئة صرامة ومنها الديزل، ووقود الطائرات، والنافثا، وغاز البترول المسال، والكبريت، وفحم الكوك كمنتجات أساسية للمصفاة.
يتألف المشروع في مرحلته الأولى من مصفاة لإنتاج الوقود فقط، وسيقوم قطاع التسويق العالمي لمؤسسة البترول الكويتية بتصريف 50 في المئة من منتجات المصفاة، على أن يقوم الشريك العماني بتصريف حصته حسب الاتفاقية المبرمة.
ومن المقرر أن يشكل التكامل مع مجمع البتروكيماويات في المرحلة الثانية من المشروع، وذلك ضمن الشراكة الإستراتيجية القائمة بين أوكيو وشركة البترول الكويتية العالمية.
ولكن قبل الانتهاء من أعمال التصاميم الهندسية الأولية بعد أن تم اختيار مرخصي الوحدات، أعلنت شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية في أواخر العام المنصرم عن تعليق تنفيذ أعمال التصاميم الهندسية الأولية (FEED) لمشروع مجمع البتروكيماويات المقترح؛ حيث تقوم الشركة حالياً بتقييم تأثير جائحة كوفيد-19 على أعمال الشركة المستقبلية.
وخلص مجلس إدارة شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية إلى أن تعليق أعمال التصاميم الهندسية الأولية (FEED) للمشروع يصب في مصلحة الشركة في ضوء الغموض الذي يحيط بالأوضاع الاقتصادية عالمياً نتيجة تأثير جائحة كوفيد-19 وتراجع الطلب والتذبذب الحاد في أسعار السلع، على أن يتم إعادة تقييم للمشروع لاحقاً.
إن التأخر في البت في مستقبل التكامل مع مجمع البتروكيماويات، وعدم وضوح الرؤية سيكون له الأثر السلبي البالغ لاقتصاديات المشروع واستدامته، خصوصاً مع وجود التحديات الاقتصادية الكبرى التي يواجهها قطاع التكرير المستقل بدون التكامل مع البتروكيماويات من انخفاض هامش التكرير والتي أثبتتها أزمة كورونا.
وسوف تتضاءل فرص نجاح التكامل وتنخفض فرص التعاضد Synergy بين مجمع التكرير والبتروكيماويات فنياً وعملياً وتنسيقياً كلما تأخر البت وتنفيذ التكامل مما يفقده الكثير من فرص النجاح إن لم تنعدم، وسيواجه مشروع مصفاة الدقم غير المتكامل مع البتروكيماويات منافسة تسويقية شرسة في الأسواق المستهدفة مع المشاريع التي سبقته، وخصوصاً مع مشروعي الوقود البيئي والزور إن لم يبت بالتكامل بأسرع وقت.
نائب الرئيس التنفيذي السابق لشركة البترول الكويتية العالمية (KPI)