عشرات من الشركات الدوائية ما زالت مستمرة في مساعي الابتكار
موجة لقاحات «كوفيد» المُقبلة... هل تجلب «المُعجزة المأمولة»؟
على الرغم من نجاح شركات دوائية عالمية عملاقة – مثل فايزر وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون وغيرها – في ابتكار لقاحات مضادة لمرض «كوفيد- 19» وتسويق مليارات الجرعات منها، ما زالت عشرات من الشركات الأخرى الأقل شهرة مستمرة حتى الآن في إنفاق مليارات الدولارات على مساعيها البحثية الرامية إلى تطوير موجة جديدة من اللقاحات بتقنيات مختلفة.
وفي سوق عالمية شهدت مبيعات بلغت نحو 100 مليار دولار خلال العامين الفائتين بعد إقرار ومنح الضوء الأخضر لـ 11 لقاحاً، فإن تلك «الموجة» المرتقبة من اللقاحات التي ما زالت قيد التطوير تحمل بين طياتها نحو 95 لقاحاً مرشحاً في أطوار التجارب الإكلينيكية في أماكن متفرقة من العالم، فضلاً عن 184 أخرى ما زالت في أطوار الدراسات والتجارب المختبرية.
وصحيح أنه من الواضح أنه ليس من المرجح أن يكون النجاح من نصيب جميع تلك اللقاحات - فضلاً عن أن يكون هناك طلب كبير على ما سيبصر منها نور التسويق - لكن أحدها على الأقل قد يحقق «المعجزة المأمولة» المتمثلة في ظهور ترياق سحري يُنهي عربدة «كوفيد» بشكل تام وبلا رجعة.
في هذا الاتجاه، تتعاون شركة «كيورفاك» الألمانية مع شركة تصنيع السيارات «تيسلا» من أجل إنتاج لقاح غير مسبوق تعتمد تركيبته على تقنية mRNA، وهو اللقاح الذي ترتكز آلية عمله على جعل خلايا الجسم تعمل كـ«مصانع متناهية الصغر» لإعادة إنتاج التركيبة نفسها ذاتيا باستمرار.
وتعكف «كيورفاك» حالياً على إجراء تجارب إكلينيكية تبدو نتائجها الأولية واعدة وتبشر باقتراب إنتاج أول نسخة من ذلك اللقاح المرتقب الذي من المخطط له أن يبقى مستقراً في درجة حرارة الثلاجة على عكس التجميد العميق المطلوب للقاحات mRNA الحالية. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة في تسويقه بحلول منتصف العام الجاري.
وفي موازاة ذلك، تتعاون شركة «كيورفاك» أيضاً مع شركة «غلاكسو» البريطانية العملاقة من أجل تطوير لقاح متقدم يستهدف توفير الوقاية ضد سلالات متعددة من الفيروسات الكورونية.
كما أن شركة «نوفافاكس» – وهي شركة أميركية صغيرة متخصصة في أبحاث اللقاحات – أبلغت مستثمريها بأنها قد تحصل على موافقة رسمية للقاح مبتكر جديد من إنتاجها بحلول شهر مايو المقبل.
وهناك أسباب قوية للاعتقاد بأن ذلك اللقاح سيجد طريقه إلى الموافقة، حيث أصدرت الشركة بالفعل بيانات أظهرت فعاليته بنسبة 90 في المئة ضد كوفيد- 19.
وقال ستانلي إيرك الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لتلك الشركة: «يمكننا القول إنه قد بات لدينا مستحضر سيحتل مكانة في قمة قائمة اللقاحات المضادة لمرض كوفيد».
ومن المتوقع أيضاً قبل نهاية العام الجاري أن يتم إنتاج لقاح جديد آخر من خلال شراكة ثنائية بين شركتي «غلاكسو» و«سانوفي».
وكان قد تم تأجيل إصدار ذلك اللقاح في العام الماضي بعد نتائجه الضعيفة لدى كبار السن، لكنّ الشركتين نجحتا في معالجة جوانب القصور وطورت تركيبة أفضل بكثير تعتمد على تقنية الحمض النووي المؤتلف.
وهناك عشرات من الشركات الأخرى التي ما زالت مصممة على أنه بإمكانها تقديم إضافات فريدة وغير مسبوقة في حلبة الصراع ضد كوفيد- 19.
كما تعكف شركات على تطوير حبوب وقائية تؤخذ عن طريق الفم أو لصقات طبية رخيصة الثمن يمكنها أن تبث اللقاح عبر مسام الجلد.
أما شركة «فالنيفا إس إي» الفرنسية فتعكف على ابتكار لقاح يعتمد على استخدام نسخة خلملة من فيروس كورونا المستجد. وتقول الشركة إن نهجها قد يؤدي إلى إنتاج أول جرعة تعزيزية تمنح حماية عالية ضد المتحورات الكورونية.
وتعمل شركة «ألتيإميون» الأميركية على تطوير أول لقاح في شكل رذاذ أنفي مضاد لفيروس كورونا المستجد، وهو المستحضرالذي تقول إن مفعوله سيكون أسرع وأكثر فعالية من الحقن لأنه سيوصل اللقاح إلى الجهاز التنفسي مباشرة.
وفي انتظار وصول أفواج تلك الموجة من اللقاحات تباعاً خلال العام الجاري والذي بعده، سيبقى الحلم الذي يراود البشرية جمعاء متمثلاً في أن يظهر في المستقبل القريب لقاح «سحري» منخفض التكلفة وفعال للغاية وسهل النقل والتخزين ولا يشكل أي مخاطر على الصحة... والأهم من هذا كله هو أن يضع نهاية لجائحة «كوفيد- 19» التي ما زالت ظلالها الكئيبة مخيمة على العالم.
لقاحات مرشحة... واعدة
• اسم اللقاح: ZyCoV-D
- آلية عمله: لقاح DNA (بلازميدي)
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثالثة
- الجهة البحثية: شركة زايداس كاديلا (هندية، متعددة الجنسيات)
• اسم اللقاح: Abdala (CIGB 66)
- آلية عمله: لقاح بروتيني فرعي
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثالثة
- الجهة البحثية: مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية (كوبي)
• اسم اللقاح: VIR-7831
- آلية عمله: لقاح نباتي مساعد
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثالثة
- الجهة البحثية: شركة «ميديكاغو» (كندية)
• اسم اللقاح: Bacillus Calmette-Guerin
- آلية عمله: لقاح فيروس حي موَهَّن
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثانية/الثالثة
- الجهة البحثية: معهد ميردوخ لأبحاث الأطفال (أستراليا)
• اسم اللقاح: INO-4800
- آلية عمله: لقاح DNA (بلازميدي)
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثانية/الثالثة
- الجهة البحثية: شركة «إينوفيو فارماسيوتيكالز» (أميركية)
• اسم اللقاح: hAd5- آلية عمله: لقاح مضاد للفيروسات الغُدِّية
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الأولى
- الجهة البحثية: شركة «إميونيتي - بايو» (أميركية)
• اسم اللقاح: UB-612
- آلية عمله: لقاح متعدد الببتيد
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثانية/الثالثة
- الجهة البحثية: شركة «فاكسينيتي» (أميركية)
• اسم اللقاح: GRAd-COV2
- آلية عمله: لقاح مضاد للفيروسات الغُدِّية
- المرحلة التجريبية التي وصل إليها: الثانية/الثالثة
- الجهة البحثية: «ريذيرا» و«ليوكوكير» و«يونيفيرسيلز» (تحالف شركات أوروبية)