حب الوطن، غريزة فطرية وضرورة بشرية وفريضة شرعية، فالوطن هو بيتنا، هو بيت العائلة الكبير الذي يجمعنا ويضمنا جميعاً بين جوانحه وأحضانه، وقد بيّن لنا رسولنا الكريم مدى حبه لوطنه وهو مهاجر من مكة إلى المدينة بقوله «والله إنك من أحب بلاد الله إليّ ومن أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت».
كما وضّح لنا أن الموت في سبيل الدفاع عن الوطن شهادة في سبيل الله، فقال «من مات دون نفسه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد»، فالوطن هو العرض وهو الأرض وهو الروح التي تسري فينا جميعاً، كما أن العيش في سبيل رفعة الوطن وتقدمه والنهوض به جهاد في سبيل الله.
وقد وهبنا الله في الكويت وطناً آمناً عزيزاً أبياً، ووهبنا شعباً وفياً مترابطاً محباً لوطنه ولقيادته، ووهبنا قيادة حكيمة تعمل لصالح شعبها ورقيه ونهضته وتقدمه، وتتفانى في خدمته ليتبوأ أعلى مكانة على وجه الأرض، والحمدلله الذي أكرمنا بدستور جعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، ووهبنا رجالاً مخلصين صاغوا القوانين بما يتماشى مع روح الشريعة الإسلامية.
والحمدلله الذي وهبنا وطناً مليئاً بالنعم والخيرات، كان وما زال قبلة لكل الجنسيات من جميع أنحاء العالم طلباً للرزق الوفير والعيش الكريم، فكان وما زال ملاذاً للجميع بمختلف دياناتهم وجنسياتهم وأعراقهم، يكفل ويوفر لهم العيش الكريم والحياة الآمنة المطمئنة.
فاللهم احفظ لنا كويتنا الغالية، تحت قيادة مقام والدي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.