الشواطئ في خطر بسبب عصابات آسيوية «مُحترفة» تبيعها لمطاعم وتصدّرها للخارج
جمع المحار والقواقع... عقوبتها 250 ديناراً













- فنيس العجمي: اختفت من شواطئنا بعد أن كنا نشاهدها بكثرة
- محمد الصائغ: كثير من الناس لا يعرفون الدور البيئي المحوري للقواقع والأصداف
- وليد الفاضل: رقابة مشددة لمنع تدمير البيئة البحرية
- شيخة الإبراهيم: المادة 100 تحظر المس بالكائنات الفطرية
في وقت يُجرّم قانون حماية البيئة جمع المحار والقواقع من شواطئ الكويت، دق ناشطون بيئيون ناقوس الخطر محذرين من «عصابات من شرق آسيا تقوم باستنزاف شواطئ الكويت من خلال عمليات جمع مستمرة للقواقع والمحار في أماكن مختلفة، من بينها سواحل أنجفة والبدع والفنطاس ومنطقة الجون بالقرب من منطقة عشيرج»، كاشفين أن «هذه العصابات لديها لبس خاص ووسائل نقل وتقوم بعملية الجمع باحتراف، لصالح المطاعم أو التصدير».
وبيّنوا أن «عملية الاصطياد الجائر هذه التي تتم بكميات كبيرة غالباً ما تكون في الفترة المسائية»، موضحين أن «هذه القواقع تلعب دوراً بيئياً محورياً، فهي تعتبر الغذاء الأساسي لكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأكبر حجماً، كما أنها تعد حجر زاوية للتنوع الإحيائي البحري لتوفيرها الغذاء للأسماك».
من جانبها، حذرت الهيئة العام للبيئة من أن جمع المحار والقواقع يعد مخالفة تصل قيمتها إلى 250 ديناراً، مناشدة جميع المواطنين والمقيمين الحفاظ على البيئة البحرية والبرية وحمايتها من أي اعتداء.
الناشط البيئي الدكتور فنيس العجمي قال لـ«الراي» إن «قانون حماية البيئة ينص على منع جمع القواقع أو المحار»، معرباً عن أسفه كون «الاصطياد الجائر لها يتم بكميات كبيرة إما للأكل أو التجارة وخاصة في الفترة المسائية، وهذا أمر لا يجوز، وترتب عليه أن القواقع والمحار اختفت من شواطئنا بعد أن كنا نشاهدها كثيراً».
واختتم بالقول «البر يعاني لكن البحر يعاني أكثر، ونتمنى تشديد العقوبات، ونأمل أن نخرج من مرحلة المطالبات بالحفاظ على البيئة إلى مرحلة إطلاق المشاريع البيئية».
وأوضح الخبير البيئي الدكتور محمد الصائغ لـ«الراي» أن «القواقع البحرية تعتبر من أهم أنواع القواقع مقارنة بالقواقع النهرية والقواقع التي تعيش بالغابات والمستنقعات و الصحارى»، مبيناً أن «هناك ما يزيد على 50 ألف نوع من القواقع البحرية على الكرة الأرضية يوجد منها بالكويت عدد جيد، فضلاً عن وجود العديد من الأصداف».
وتابع «يمارس كثير من الناس بالكويت والعالم هواية جمع الأصداف والقواقع إما بهدف التسلية أو الأكل، ولا يعلم الكثير من الناس أهمية هذه القواقع والأصداف التي تلعب دوراً بيئياً محورياً».
وقال «علاوة على أنها تعتبر الغذاء الأساسي لكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأكبر حجماً، وعملها كحجر زاوية للتنوع الإحيائي البحري لتوفيرها الغذاء للأسماك، فإنها تعمل كأجهزة إنذار مبكر لصحة وسلامة البيئة البحرية حيث كشفت الدراسات عن تمكن العلماء، من خلال هذه الأحياء الصغيرة، من معرفة أنواع التلوث الذي قد يصيب المحيطات، وقت حدوثه من خلال تحليل أنسجتها».
وأضاف: «إن مثل هذه الأنواع من الرخويات تحتوي على طبقات من كربونات الكالسيوم تنمو في دورات منتظمة، ومع تراكم هذه الطبقات تخترقها الملوثات مثل المعادن الثقيلة وتترسب بداخلها حيث يقوم العلماء بتحليل أنسجتها ورفع البيانات»، موضحاً أنه «لهذه الأسباب قامت الهيئة العامة للبيئة بالكويت بالاهتمام بهذه الرخويات من خلال شملها ضمن قانون البيئة الذي جرم العبث وصيد هذه الكائنات في المحميات البحرية لضمان قيامها بدورها البيئي على أكمل وجه، بالتالي حماية التنوع الاحيائي بالبيئة الكويتية».
من جانبه، قال رئيس فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل لـ«الراي» إن «هذا الموضوع شديد الأهمية، فعندما نعمل في تنظيف الشواطئ نجد الكثيرين من جاليات شرق آسيا يقومون بجمع الكائنات البحرية الصغيرة، مثل القواقع والمحار والأسماك الصغيرة والسرطانات»، مضيفاً «يبدو أن الأمر متعلق بالمطاعم أو قيامهم بتصدير هذه الكائنات البحرية، وهذا بمثابة استنزاف للسواحل والشواطئ ويؤثر مباشرة على الكائنات البحرية والأسماك».
وكشف أن «هؤلاء الأفراد لديهم لبس خاص ووسائل نقل ويعملون باحتراف... ويتركزون في سواحل أنجفة والبدع والفنطاس ومنطقة الجون بالقرب من منطقة عشيرج».
وأضاف: «أتمنى أن تكون هناك رقابة شديدة عليهم لأنهم يدمرون البيئة البحرية، فهذه القواقع تمثل الحياة للشاطئ والأسماك... هذه الكائنات البحرية لها دور كبير في التوازن البيئي وحماية البيئة الساحلية ومن المهم عدم التعرض لها».
وأكدت مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام البيئي شيخة الإبراهيم لـ«الراي» أن «جمع المحار والقواقع من شواطئ الكويت يعد مخالفة بيئية»، لافتة إلى أن «المادة 100 من قانون حماية البيئة نصت على أنه يحظر قتل أو صيد أو إمساك أو جمع أو إيذاء أو حيازة أو نقل الكائنات الفطرية البرية والبحرية حية كانت أو ميتة، أو المساس بصغار هذه الكائنات أو بيوضها أو أعشاشها أو موائلها».
وفيما بيّنت أن «عقوبة من يقوم بجمع المحار أو القواقع تصل إلى 250 ديناراً»، ناشدت الإبراهيم «جميع المواطنين والمقيمين الالتزام بقانون حماية البيئة والحفاظ على البيئة البحرية والبرية وحمايتها من أي اعتداء».