ومضات
سيف الشملان... تاريخ لن ينسى
بكل ألم وحرقة، غيب الموت في الأيام القليلة الماضية رجلاً من رجال الوطن المخلصين، وهو المؤرخ والكاتب والباحث والإعلامي الكبير العم سيف مرزوق الشملان، رحمه الله تعالى رحمة واسعة بعد مسيرة حافلة قضاها في خدمة تاريخ وتراث الكويت، من خلال أعماله البحثية والتوثيقية والارشيفية المميزة، حيث حمل الفقيد على عاتقه مهمة حفظ تاريخ الكويت، فقام بتأليف كتب عدة في هذا المجال، كتأليفه لكتاب صفحات من تاريخ الكويت الصادر في عام 1959م وكتابه الألعاب الشعبية الكويتية عام 1970م وكتابه تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي 1975م، وأكثر ما اشتهر به الفقيد رحمه الله، برنامجه التلفزيوني الذائع الصيت من رجال الكويت، حيث استضاف فيه نخبة وكوكبة مميزة من رجالات وأعلام الكويت كان من أبرزهم المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والمرحوم التاجر المحسن محمد بن ثنيان الغانم، حيث وثق من خلاله الرواية الشفاهية للأحداث التاريخية القديمة، وفكرة البرنامج كانت بمبادرة كريمة من وزير الإعلام آنذاك الشيخ جابر العلي الصباح، رحمه الله.
الفقيد الشملان، كان مهتماً بالصور الارشيفية، حيث قام بتأسيس متحف تاريخي في مقر ديوان الشملان الرومي جمع فيه مجموعة نادرة وفريدة من صور أمراء الكويت، وأحياء الكويت القديمة والفرجان.
ومما قيل في رثائه قول الشاعر:
مضى سيفٌ وسيبقى وميضهُ
ساطعاً في تاريخ الكويت مُسطرا!
رحم الله فقيد الذاكرة التاريخية للكويت، وأسكنه فسيح جناته، وخالص العزاء لأهله ومحبيه ولعموم أهل الكويت، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
