الجميع يأكلها من دون أن يدري
الحشرات والديدان... تجد طريقها إلى بطوننا!
نحن جميعاً نأكل الحشرات والديدان، لكن من دون أن ندري! للوهلة الأولى، يبدو هذا العنوان صادماً ومقززاً في آن معاً، لكنه في واقع الحال يعبر عن حقيقة ماثلة تؤكدها معطيات ملموسة يمكننا رؤيتها بوضوح تحت عدسة مجهر التدقيق البحثي.
فكيف يحصل ذلك؟ الإجابة التفصيلية أوردها تقرير طريف نشره موقع إخباري أميركي أوضح أن مسلسل دخول الحشرات «خلسة» إلى أجواف الأميركيين يبدأ بالفواكه والخضراوات والتوابل والأغذية المجهزة، مشيراً إلى أن وكالة الأغذية والدواء (FDA) تسمح بأن تحوي تلك الأغذية مستوى معيناً من أعضاء أجسام الحشرات، وهي الأعضاء التي تبقى عالقة خلال عمليات القطاف والتصنيع والتعبئة.
أما المنفذ الثاني، فيتمثل في أن حشرات وآفات وديداناً تخترق بعض الثمار في الحقول وتكمن في داخلها لتتغذى، ثم تجد تلك الثمار طريقها إلى أرفف الأسواق ليشتريها الناس ويأكلوها من دون أن ينتبهوا إلى ما بداخلها.
ويقال أيضاً إن رصيد الحشرات التي نأكلها يضاف إليه بعض الهوام الصغيرة (كالنمل والبعوض) التي قد تدخل أفواهنا أحياناً في أثناء النوم ونبتلعها من دون أن نشعر.
ومن الثابت أن أجزاء ورفات حشرات تبقى عالقة بين ثنايا المكسرات وفي البن المطحون وحتى في بعض أنواع الأسماك والأجبان، وهذا يعني أن الناس يبتلعون تلك الأغذية بما فيها من رفات كامنة! وإذ أشار التقرير إلى أن تقديرات عدة استنتجت أن إجمالي وزن أجزاء الحشرات والديدان التي يأكلها الشخص الأميركي مع طعامه من دون أن ينتبه قد يتراوح بين نصف رطل (225 غراماً) ورطل (450 غراماً تقريباً)، فإنه رأى أن أياً من تلك التقديرات لم يوضح كيف توصل إلى حساب ذلك الوزن الذي يعتبر كبيراً نوعاً ما.
ومن خلال حسابات تحليلية استندت إلى أرقام إحصائية صادرة عن وزارة الزراعية الأميركية، استنتج التقرير أنه «في المتوسط العام يجد نحو نصف مليون من شظايا أجسام الحشرات طريقه إلى داخل معدة الشخص الأميركي سنوياً، وأن وزن الإجمالي لتلك الشظايا يبلغ 105 غرامات تقريباً». وختم التقرير بالتأكيد على أنه «في جميع الأحوال، يأكل الأميركيون - شاءوا أم أبوا - رفات حشرات وديدان من دون أن يدركوا ذلك»، وهو الأمر الذي ينطبق بطبيعة الحال على بقية شعوب العالم.