عبدالعزيز المشاري جعلها مدينة صحية وصديقة للبيئة... وأهاليها ودّعوه بالدموع
اليرموك... تفقد مختارها
- الراحل ترك إرثاً كبيراً من الإخلاص للوطن ومحبة أهل الكويت والإيثار والعمل التطوعي
- عُرف عنه دماثة أخلاقه وصفاء قلبه وابتسامته الدائمة بالرغم من عناء المرض
- كان له دور في إدخال العمل الشعبي ضمن جهود الكويت لإطلاق الأسرى لدى النظام العراقي
- لدى توليه مختاراً لليرموك نهض بالمنطقة فشكّل مجلس الحي وعمل على تلبية كل احتياجاتها
- حصل على ليسانس تاريخ من جامعة الكويت وعمل مدرس مواد عامة قبل التفرغ للعمل التجاري
بتسليم لقضاء الله وقدره، وبقلوب يعتصرها الحزن، ودعت الكويت أمس، أحد أبنائها البررة والمخلصين مختار منطقة اليرموك العم عبدالعزيز ثنيان عبدالمحسن المشاري، الذي لبى نداء ربه عن عمر ناهز 77 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث ووري الثري في مقبرة الصليبخات، وكان في وداعه مجموعة كبيرة من المواطنين والمقيمين.
والمرحوم المشاري ولد في فريج الشاوي، بحي جبلة، عام 1944 وترجع أصول عائلته إلى قبيلة عنزة العربية الشهيرة التي هاجرت من نجد إلى الكويت في القرن الثامن عشر الميلادي، في عهد المغفور له الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر الصباح حاكم الكويت الثاني، في الفترة بين عامي 1762 و1812، وسكنوا في قلب مدينة الكويت في سكة «عنزة» الواقعة بالحي «القبلي» قرب المدرسة المباركية سابقاً، وتحديداً شمال سوق السمك واللحم والخضار الجديد داخل مدينة الكويت، ووالده هو المغفور له بإذن الله تعالى ثنيان عبدالمحسن المشاري الذي كان يعمل موظفاً في الجمارك في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح. وعمه المغفور له بإذن الله تعالى حمد عبدالمحسن المشاري، أحد أعلام الكويت ذوو الأيادي البيضاء في عمل الخير والبذل والعطاء، وأخوه الشهيد يوسف المشاري.
درس الراحل عبدالعزيز المشاري في بداية طفولته عام 1949 عند الملا عبدالعزيز العنجري ولمدة عام، تعلم خلالها القرآن الكريم ومبادئ الحساب، وفي عام 1949 /1950 درس في مدرسة المثنى «أولى بستان» هي مرحلة قبل الروضة، ومن ثم درس فيها إلى أن أنهى الابتدائية.
وفي عام 1957 انتقل إلى مدرسة العمرية المتوسطة، وبعد عام انتقل منها الى مدرسة الشامية المتوسطة إلى عام 1962، ثم انتقل إلى ثانوية كيفان ودرس فيها 3 سنوات، وفي عام 1965 انتقل إلى ثانوية الشويخ سنة رابعة، وفي عام 1976 التحق بجامعة الكويت، وحصل فيها عام 1982 على الليسانس في التاريخ.
وبعد تخرج المرحوم عبدالعزيز المشاري من الثانوية العامة أخذ دورة تخصصية تأهيلية بالتدريس لمدة 6 أشهر، وأثناء الدورة عمل مدرس مواد عامة. وفي عام 1976 أخذ إجازة دراسية لإكمال دراسته الجامعية حتى عام 1982، ثم تفرغ للعمل التجاري. وفي عام 1985 انتقل إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حتى عام 1994.
وخلال عمله عام 1985 تمت انتخابات جمعية اليرموك، وكان أحد المؤسسين للجمعية بعد فصلها عن جمعية الخالدية التعاونية، واعتبر أول رئيس مجلس إدارة جمعية اليرموك التعاونية إلى عام 1988.
وكان للمشاري دور في إدخال العمل الشعبي ضمن جهود الكويت حكومة وبرلماناً، في العمل لإطلاق الأسرى والمرتهنين والمحتجزين من الكويتيين وغير الكويتيين لدى النظام العراقي، حيث عمل على تأسيس جمعية أهالي المرتهنين والأسري عام 1998، حيث أصبح في الكويت ثلاث جهات متوازية تعمل لصالح قضية الأسرى والمرتهنين لـدى النظام العراقي، مؤكدا أن جمعية أهالي المرتهنين والمحتجزين الكويتية، تمثل الجانب الشعبي الأهلي الخاص، وخصوصاً أن أعضاءها هم فقط من أهالي الأسرى والمحتجزين، وكانت له زيارات عدة إلى بعض الدول الشقيقة، لشرح معاناة أهاليهم والضغط على العراق بكافة السبل لكشف مصيرهم والإفراج عنهم.
وفي يوليو 2008 عين المرحوم عبدالعزيز المشاري مختاراً لمنطقة اليرموك، فعمل على النهوض بها في كافة المجالات، بدءاً من تشكيل مجلس الحي لمعاونته، ويضم كافة الجهات الحكومية والجمعية التعاونية، بالإضافة إلى تخصيص يوم في الأسبوع لاستقبال أهالي المنطقة وتقديم الاقتراحات لتطوير اليرموك، حيث نجح المشاري في أن تكون أول مدينة في الكويت تنضم للمنظمة الإقليمية للمدن الصحية، وجعل اليرموك مدينة صديقة للبيئة واستمر بمنصبة كمختار حتى وافته المنية بعد صراع مع مرض عضال أصابه من 3 سنوات.
رحل أبو سعود تاركاً إرثاً كبيراً في كيفية الإخلاص للوطن ومحبة أهل الكويت وفي الإيثار والعمل التطوعي، بالإضافة إلى دماثة أخلاقه وحسن سلوكه وصفاء وطيية قلبه وابتسامته الدائمة، بالرغم من عناء المرض، «فإلى رحمة الله وجنات الخلد يا بو سعود».