إضاءة نفطية

مصفاة الزور والتحدي الأكبر

تصغير
تكبير

المصفاة «الرابعة» أو «الجديدة» أو «الزور»، مسميات مختلفة لأهم مشاريع القطاع النفطي والأكبر عالمياً حتى الآن لبناء مصفاة جديدة لتكرير النفط من خلال مصفاة واحدة بطاقة تكريرية 615 ألف برميل يومياً من النفط الكويتي، وهو مشروع وطني استراتيجي بيئي، تم تشييده باستقطاب أحدث التكنولوجيا العالمية.

ويهدف المشروع إلى انتاج 225 ألف برميل يومياً من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض لمحطات توليد الكهرباء، ما سيؤدي إلى تخفيض الملوثات المنبعثة من محطات توليد الكهرباء بنسبة كبيرة وتحسين الوضع البيئي بدولة الكويت، كما ستنتج 340 ألف برميل يومياً من المنتجات النفطية المكررة عالية الجودة ذات المحتوى الكبريتي المنخفض المطابق للمواصفات العالمية للتصدير.

الكويت حالياً في أمس الحاجة إلى هذا المشروع، إذ إن محطات توليد الكهرباء تحرق باليوم زيت وقود ذا محتوى كبريتي عالٍ جداً تصل نسبته الى 4 في المئة ما يزيد من انبعاث المركبات الكبريتية في محيطنا الجوي، وهو أحد مسببات التلوث البيئي، حيث تحرق محطات الكهرباء في فصل الصيف كميات كبيرة من النفط الخام، إضافة إلى زيت الوقود بسبب الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في تلك الفترة، وهذه تعتبر خسارة اقتصادية كبيرة بسبب فارق الأسعار بين تكرير النفط وبيع منتجاته المكررة أو حرقه مباشرة في محطات الكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة.

ويأتي مشروع مصفاة الزور تطبيقاً للتوجهات الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية لتلبية احتياجات الطاقة الحالية والمستقبلية لدولة الكويت عن طريق تزويد خليط من مختلف أنواع الوقود المختلفة، والأمثل اقتصادياً وبيئياً مع الحرص على توفير البديل الاستراتيجي لها. فقد قامت المؤسسة في 1997 - 1998 بدراسة موازنة العرض/ الطلب للوقود في الكويت حتى عام 2010 لتحديد وتقييم أفضل السبل لتلبية الاحتياجات المستقبلية من الوقود، كما قامت في عام 2004 بعمل دراسة تفصيلية أخرى بخصوص احتياجات الطاقة في البلاد حتى 2020، حيث تمت مقارنة جميع البدائل المتاحة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية، وقامت بعدها بتحديث الدراسة في 2006 - 2007.

وأكدت النتائج الحاجة الملحة للاستعجال في مشروع المصفاة لتأمين وقود بشكل آمن محلياً لا يعتمد على مصادر خارجية Security of supply.

وعلى الرغم من اقتصادياتها المتواضعة بحكم أنها مصفاة غير تحويلية وأقل تعقيداً Hydro skimming Topping Refinery وذلك لالتزامها بإنتاج كميات كبيرة من زيت الوقود منخفض الكبريت لمحطات توليد الطاقة الكهربائية حسب متطلبات وزارة الكهرباء والماء.

وعلى الرغم من أهمية المشروع القصوى، إلا أنه تعرّض للكثير من التحديات والتدخلات والتي هدّدت استكماله ولكن نجح القطاع النفطي بتجاوزها بامتياز وتم بناء المصفاة بأحدث التكنولوجيا، إلا أنها تبقى التحدي الأكبر ونحن على وشك التشغيل والتي ستلقي بظلالها على استدامه المشروع من ناحية المردود الاقتصادي.

وهو عدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على استهلاك جميع كميات زيت الوقود المنتجة خصيصا لها في ظل تغير خططها بالإضافة الى تأخر تنفيذ أي مشروع تطويري وتكاملي مع البتروكيماويات لإنتاج منتجات ذات قيمة أعلى لرفع المردود الاقتصادي بالإضافة الى انخفاض هامش التكرير بسبب جائحة كورونا ما سيؤثر سلباً على اقتصادياتها المتواضعة أساساً.

فهل تستطيع المصفاة تجاوز «التحدي الأكبر» هذه المرة؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي