13 سبتمبر 2021
10:00 م
331
بكل حزن وأسى وأسف، فقدت الكويت في الأيام القليلة الماضية ابناً باراً من أبنائها هو الدكتور شفيق ناظم الغبرا، الأستاذ المبدع، والمفكر المتميز، والباحث القدير، والأكاديمي الملهم، والمناضل المخلص، بعد صراع طويل ومرير مع مرض السرطان، كرس الفقيد رحمه الله حياته في خدمة القضايا الوطنية والعربية وكان مدافعاً عن الحريات والديموقراطية، كان رحمه الله تعالى من أساتذة الجامعة البارزين، وقد نعاه جمع كبير من طلبته في وسائل التواصل الاجتماعي، كما نعاه نخبة من رجال المعرفة والسياسة في الكويت والوطن العربي، ولد الدكتور شفيق الغبرا في عام 1953م في مدينة الكويت وهو من أسرة فلسطينية نزحت من حيفا إلى الكويت، تلقى تعليمه في مدارس الكويت ثم أكمل دراسته للمرحلة الثانوية في لبنان، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة جورج تاون في عام 1975م، ونال درجة الماجستير في العلوم من جامعة بوردو إنديانا، والدكتوراه في السياسيات المقارنة من جامعة أوستن في ولاية تكساس عام 1987م، عين بعدها استاذاً للعلوم السياسية في جامعة الكويت واستمر في عمله الأكاديمي والتثقيفي حتى يوم وفاته، كان الفقيد رحمه الله متزناً في فكره وأفكاره واعياً للأحداث المحلية والإقليمية، صاحب حكمة سديدة وعقل رشيد، أحبه الجميع بلا استثناء من كل الأطراف السياسية والمشارب الفكرية، لحيادته وحصافة رأيه، حمل القضية الفلسطينية في قلبه وسكنت بين جوانحه، فكان سلاحه الفكر والقلم، وحتى في أيامه الأخيرة لم تغب القضية الفلسطينية عن باله فسجل برنامجاً مصوراً عن فلسطين، وقد رثته ابنته الدكتورة حنين الغبرا بكلمات معبرة بقولها «يعجز الوصف و تعجز الكلمات، والدي، هو أعز أصدقائي، أعظم حلفائي، سندي، زميلي في العمل، وصديقي، لقد خسرت والدي وخسرته أيضا مجتمعاتنا، وحركات التغير الاجتماعي والعالم بأكمله، أعطاني والدي جميع كتبه منذ بضعة أسابيع قبل وفاته وطلب مني إعادة نشرها باستمرار، وطلب مني نشر آخر كتابين له، نعم لقد ترك لكم جميعا كتابين جديدين، وأشكر كل من واسانا في فقيدنا، وتعازيكم الصادقة هونت علينا وذكرتنا بأن الفقيد لديه عائلة أكبر من الأصدقاء». برحيل الغبرا فقد الوطن والخليج وفلسطين فارساً من فرسانه، ورجلاً من رجاله الأقوياء الأوفياء، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وخالص العزاء لأهله ومحبيه، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».