مع استمرار التقهقر الإيجابي لإصابات «كورونا»، والارتفاع المتواصل لأرقام الشفاء، واستمرار تماسك منظومتنا الصحية التي لم تسقط حتى يوماً واحداً منذ فبراير قبل الماضي عندما دخل جحيم هذا الفيروس إلى بلادنا، واستمرار العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية التي باتت قاب قوسين أو أدنى، لا بد من وقفة شكر جديدة.
وقفة شكر لهذا الجيش الأبيض. الجميل الذي عمل دون كلل أو ملل منذ اليوم الأول وحتى اليوم.
غابوا عن أحبابهم وبيوتهم وحياتهم كلها ملبين نداء الواجب والوطن، فكانوا بقدر المسؤولية التي أثقلت كواهلهم والثقة التي حاصرتهم.
قلوبنا اعتراها القلق كثيراً، فقدنا الكثير من الأرواح، عيوننا كانت تحمل التساؤل تلو التساؤل، وكذلك أفواهنا التي نطقت بالكثير من التساؤلات والاقتراحات والانتقادات وكل أنواع التحلطم، وكل ذلك أحياناً تحت مظلة العقلانية، وفي أحايين أخرى تحت وقع الانفعالية والتوتر.
رغم ذلك كله، كان الجيش الأبيض موجوداً دائماً، لا يغرق بما يشغلنا، ونحن نشعر بالثقة والأمان لوجوده.
ونحن في بلاط صاحبة الجلالة، الصحافة، وبحكم عملنا واستشعارنا تساؤلات الناس ومشاعرهم، مرت علاقاتنا بالقيادات الصحية بالكثير من حالات المد والجزر... امتدحناهم أحياناً، وانتقدناهم أحياناً، ربتنا على أكتافهم المتعبة أحياناً، وضغطنا عليهم وزدنا متاعبهم متاعب أحياناً... ولكن الحق يقال... لا نملك اليوم إلا أن نشكرهم جميعاً.
شكراً أولاً لكل الطواقم الطبية، هذا الجيش الأبيض الجميل، وشكراً لوكيل وزارة الصحة الدكتور مصطفى رضا، وشكراً لوزير الصحة الدكتور باسل الصباح.
شكراً لكم جميعاً.
وبيّض الله وجوهكم... وسامحونا على القصور.