تطوير «طلاء» للأوعية الدموية... يعزز قبول الجسم للأعضاء المزروعة جراحياً!
نجح علماء في جامعة «بريتش كولومبيا» الكندية في ابتكار طريقة غير مسبوقة تعتمد على استخدام تركيبة بيولوجية معينة كـ«طلاء» حيوي للأوعية الدموية الخاصة بالعضو المزروع جراحياً، وهي الطريقة التي تبشر بقدرتها على تقليص احتمالية رفض الجسم للأعضاء المزروعة جراحياً.
ووفقا لما نشرته دورية «نيتشر بايوميدكال أنجينيرنغ» فإن هذا الابتكار يبشر بإنهاء الحاجة إلى العقاقير المثبطة لمناعة الجسم عقب عمليات زرع الأعضاء، وهي العقاقير التي عادة ما تكون ذات آثار جانبية خطيرة ويعتمد عليها متلقو الأعضاء لمنع أجهزتهم المناعية من مهاجمة العضو الوافد ومحاولة طرده.
وإذا استخدم الباحثون نوعاً من أنواع البوليمرات لطلاء (تغليف) الأوعية الدموية الممتدة في العضو المراد زراعته؛ فإنهم لاحظوا أن تلك الطريقة قللت إلى حد كبير من رفض الجسم لعمليات الزرع لدى فئران تجارب.
وارتكزت فكرة هذا التطور الطبي الجديد على أن الأوعية الدموية في أعضائنا تحميها طبقة تتألف من أنواع خاصة من السكريات تثبط رد فعل الجهاز المناعي.
ولكن في عملية زراعة الأعضاء، تتلف تلك السكريات بشكل كامل؛ وهو الأمر الذي يجعل الجسم يرفض العضو الجديد حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة العضو المزروع.
وقام الباحثون بتوليف تركيبة بوليمر تحاكي تماماً تركيبة هذه السكريات، ثم طوروا عملية كيميائية لكسوة أوعية العضو المزروع الدموية بها.
وبعد ذلك؛ قاموا بتغليف شريان فأر تجارب بالبوليمر الجديد؛ ثم قاموا بإجراء عملية زراعة الأعضاء للفأر؛ فلاحظوا أن جسم الفأر تأقلم مع الضيف الجديد ولم يقم جهازه المناعي بمهاجمة العضو المزروع.
وحتى الآن، يجري تكرار تطبيق تلك العملية مختبرياً على فئران تجارب بهدف استقصاء جميع الجوانب والمخاطر المحتملة.
ولن يبدأ إجراء تجارب سريرية على البشر قبل سنوات عدة من الآن.
ومع ذلك، يتوقع الباحثون لتلك الطريقة أن تنجح مستقبلاً بشكل جيد في عمليات زرع الأعضاء لدى البشر.
ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الاختراق البحثي يوما ما في تحسين أنماط حياة متلقي الأعضاء وتحسين أداء الأعضاء المزروعة في أجسامهم إلى جانب إطالة أعمارها الافتراضية.