ماذا لو سألنا:
هل تؤيد اختبار الحالة العقلية والنفسية وفحص مخدرات وكشف الصحيفة الجنائية قبل الزواج؟
بالتأكيد سنريد ذلك وسنود لو نجيب بنعم.
لكن حياءنا وحرجنا الاجتماعي سيمنعانا كالعادة من إعلان ذلك.
فنحن نعرف الصح لكن لا نختاره أو نعمل به.
اما ننتظر الآخر ليبدأ ثم نتبعه.
او نتردد وننسى الأمر خوفاً من العقبات.
فقد رأينا مراراً ماذا يحدث لأول من يقول الصح.
فنحن منافقون نتجمل.
نظهر غير ما نبطن.
نفكر بأمر ونقول أمراً آخر تماماً.
لكن هناك مسألة ان اختبار الصحة النفسية والعقلية قبل الزواج قد يكون ايجابياً، فالمجرم لا يصبح كذلك إلا حين تتوافر الظروف والدوافع والضغوط التي تجعله يتحول لمجرم يقتل ويخطف.
الاختبار النفسي والعقلي في حالة الاتزان والاستقرار قد يظهر الفرد على أنه طبيعي.
بينما الطبيب الذكي قد يجد ملامح/بوادر بسيطة لاضطراب محتمل...
صعب إقراره بسبب العادات والتقاليد والحرج الاجتماعي.
تماماً كما اقترحت سابقاً تخصيص مكاتب للصحة النفسية والعقلية في المستوصفات لتكون متاحة للجميع، خصوصاً مع انتشار النت ومواقع التواصل وكثرة التوتر وانفصام الشخصية والكذب والتزوير.
هذه الأمور تحتاج قراراً شجاعاً ومواجهة جادة لمشاكلنا... وهذا مُحال.
فالحقيقة هي ما يتفق عليه الناس. ما يمثل المبدأ الكلي المنطقي الأصلي الصادق المباشر.
هي الرأي المجرد المتعالي الفوقي.
هي صوت العقل ونواة الحكمة.
وقد تختلف بحسب البيئة والتقاليد والتربية والثقافة وأحياناً المصلحة...
لكن الحقيقة لا يجب أن تكون ملتوية متلونة بل فوق كل اعتبار ورأي واختلاف.
*همسة
وكل مساء موشى بالفتنة وكل ليل فضة مرصع بنجوم الجنون والعبقرية التي طال سباتها... كل حلم نتمسك بذيله بينما يحاول الانفلات بعيداً... كل ما نخاف رؤيته في المرآة حين الظلمة؛ الفخ الأجمل... وأكثر.