نافذة

أخلاقيات...

تصغير
تكبير

إن كانت الأخلاق الحميدة تنبع من الديانات السماوية المنزّلة علينا، فإن آخرها هو الدين الإسلامي، ورسول الأخلاق الحميدة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وكوننا مسلمين ونطمح بأن نصل لدرجة الإيمان (المؤمنين)، فإننا دائماً نتخاذل عن فعل ذلك، خصوصاً مع الأخذ بالعادات والتقاليد كمرجع لنا قبل العمل بالدين الإسلامي، فترى مَنْ يصلي ألف ركعة، ويصوم مئة يوم، معتقداً أنه مؤمن فعليّ، ولكن مع أول اختبار إلهي، ينكشف!

يبدأ بسوء الظن، وينتهي بالظلم وما بينهما غيبة ونميمة وطعن في الشرف وأكل الحقوق وإثارة المشاكل.

إن كان مصدر الأخلاقيات هو الدين، فماذا عن الألف ركعة؟

العبادات حق الله سبحانه وتعالى علينا، لذلك كيف تكون العبادة من غير طاعة؟

نعم الإنسان كتلة من المشاعر، وجاء الإسلام ليهذّب هذه المشاعر وكيفية التعامل معها وتشكيلها.

إنه جهاد فعليّ، جهاد ضد النفس الأمارة بالسوء. وأسوأ الأمور سوء الخلق. ولا أعلم لماذا السعي والجهاد بأن تصبح شخصاً سيئاً؟

شخصياً كنت دائماً تعتقد أنه من السهل أن تكون إنساناً جيداً، لكن اتضح العكس، فمن السهل أن تكون سيئاً. مع انعدام الضمير، نعم يصبح الأمر سهلاً.

إنه من الحسن أن يتبع الإنسان الأخلاق الحميدة كونها أساساً للمجتمع، فأنت تخلق مجتمعاً قوي الأساس. لا شهادة ولا مال أقوى من الإنسان المؤمن ذي أخلاق حميدة.

لذلك الإنسان يكفر عندما يرى قيمته المجتمعية أعلى من قيمته الذاتية. يرى أنه ذو قيمة لذلك يسمح بإهانة الجميع والفرار بفعله.

يسمح لنفسه بما لا يسمح لغيره. الظن فقط بأن هذا يشفع له، إذاً فليعلم أنه لا شأن له عند الله سبحانه وتعالى. فالظلم ظلمات يوم القيامة، وأبسط الأمثلة التي ذكرت في القرآن الكريم: (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) «البقرة: 195».

الرسول عليه الصلاة والسلام جاء ليُتمم مكارم الأخلاق، فأين أخلاقكم عن هذا الذي يحدث بحقنا؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي