كنت من جيل تعليم حقيقي، يكتب قيمة. يتعلم مع معلم موهوب يعشق المهنة، أذكر مدرسة الجغرافيا التي جعلتني أبرع في المادة ومعلمة الإنكليزية التي تحدثنا عن شكسبير وكأنها عاصرته.
أسسنا نادي الإذاعة بمساعدة معلمة العربي. مدرسة التاريخ كانت تحضر للدكتوراه، إنه التعليم الذى أتاح إبداعنا وتفوقنا.
ثم نتأمل الناس الحلوة التي تعمل بإخلاص وصمت، بعيداً عن نفاق وكذب بهرجة الإعلام الكاذبة، هم الذين يستحقون المتابعة والاهتمام والبيوت والتحليل والعرض لإبداعاتهم.
أما الذي يسمي نفسه إعلامياً وكاتباً وغيرهما، ولا يعرف أسس الكتابة الصحيحة، ولم نرَ له أي عمل جاد أو مساهمة اجتماعية أو حضارية جادة... فهم مجرد فقاعات مزيفة سريعاً ما تتلاشى وتختفي.
نحتاج أعداء جدداً، صادقين أوفياء طيبين، يخبرون رأيهم مباشرة، يضعون سكاكينهم على الطاولة دون تردد، يخلعون الأقنعة دفعة واحدة، لايضيعون وقتنا أو وقتهم.
نحتاج أعداء حقيقيين، يقولون إنهم أعداء في البداية، لا يغيرون رأيهم في منتصف الطريق، لا ينتظرون... لا يلتفتون، حقيقيون واقعيون عادلون، على زجاج النافذة امرأة تشبهني.
فيها من بعض قصائد أحببت أو شخصيات روايات عابرة.
فيها من عشب الصباح وحديث الحمام ينادي بعضه.
فيها ممن رحلوا وتركوا بعضهم فيها.
* مهما ارتديت من أقنعة. اختر قناعاً يشبهك. اختر قناعاً يحبك... (جوزيه ساراماغو).