مواطنون أثبتوا استعدادهم للتضحية بكل غالٍ ونفيس للصمود وتحدي العدوان
بيت القرين... رمز بطولات الكويتيين
ملحمة شهداء بيت القرين واحدة من ملاحم البطولة والتضحية وقوة الصمود التي سطرتها مجموعة من أبناء هذه الأرض الطيبة بدمائهم، وقد أظهرت هذه المجموعة بالرغم من بساطة أسلحتها، استعدادها للتضحية بكل غالٍ ونفيس، في سبيل الصمود والتحدي لقوى البغي والعدوان، مسطرين مواقف بطولية يرويها اليوم متحف «شهداء القرين».
ومثلت معركة «بيت القرين» التي وقعت في 24 فبراير 1991، وخاضها شبان المقاومة الكويتية ضد الاحتلال العراقي أبهى صورة للوحدة الوطنية في الكويت، حيث جسّدت المعركة التي قادها 19 شاباً كويتياً ينتمون الى مجموعة المسيلة المقاومة ملحمة وطنية كويتية رائعة ذهب ضحيتها 12 شهيداً وكتب الله النجاة لسبعة في حين وقف القدر حائلاً بين بقية أفراد المجموعة والمشاركة مع رفقاء دربهم إما بسبب وقوع بعضهم في الأسر وإما نتيجة لانقطاع سُبل المواصلات والاتصال بهم.
وطيلة فترة الغزو، لم يهنأ المحتل أو ينعم بالراحة مع تزايد تحركات ونشاطات المقاومة الشعبية التي أثخنت في جراح العدو، ذلك حتى الرابع والعشرين من فبراير حين أعلن بدء الهجوم البري حيث طغى الفرح على نفوسهم، حيث انطلقت «المسيرة الخالدة» لأبطال بيت القرين في الساعة الثامنة من صباح هذا اليوم، مع وصول سيارة استخبارات عراقية كانت تجوب المنطقة بحثاً عن الشباب الكويتي يتبعها باص صغير به عدد من الجنود العراقيين المدججين بالسلاح ووقفت أمام منزل القيادة.
وترجل احد الضباط العراقيين من السيارة متوجهاً نحو المنزل وبدأ بالطرق على الباب فلم يستجب له أحد، وكعادتهم في هذه المواقف أمر الضابط أحد الجنود بالقفز من فوق سور البيت واقتحامه لتتسنى لهم سرقة محتوياته، وحينها اتخذ قائد المجموعة قرار الدفاع عن النفس والأرض والمضي في طريق الشهادة على أرض الوطن.
فبادر القائد الى إطلاق النار على الجندي العراقي ولكن لسوء الحظ فقد تعطل السلاح بيده ليبادر زميله الواقف الى جانبه بإطلاق النار، فكانت البداية لملحمة الصمود والتحدي التي أُصيب على اثرها الضابط الواقف بجانب السيارة في حين لاذ بقية أفراد القوات الغازية الى الفرار، حتى وصلت جحافل الغزاة من كل حدب وصوب مدججين بالسلاح فحاصروا المنزل من جميع الجهات واستمرت المعركة بين الطرفين حتى الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه حيث استخدم الطغاة كل ما لديهم من أسلحة ثقيلة مقابل كل ذلك كان الشباب الكويتيون مجهزين بالسلاح الذاتي فقط، وهو سلاح خفيف مقارنة بتجهيزات العدو الضخمة.
ومع كل ذلك أبلى الشباب الكويتيون بلاء حسناً في هذه المعركة التي انتهت باستشهاد ثلاثة من أبناء الكويت في الحال وأسر تسعة من أفراد المجموعة والذين تم العثور على جثثهم في ما بعد ملقاة في مكان آخر، بعد أن أذاقهم المحتل الغاشم كل أنواع التعذيب وقد كتب الله النجاة لسبعة من أفراد المجموعة حيث تمكّن اثنان من الناجين من الخروج في الساعات الأولى من المعركة الى المنازل المجاورة.
أما الخمسة الباقون فقد استمروا في المعركة حتى نهايتها بعد أن فشلت القوات العراقية في العثور عليهم وسط الأنقاض والظلام الدامس نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي فقد نجّى الله هؤلاء ليرووا لنا أحداث ملحمة القرين ويسطّروها في سجل الخلود.
مجموعة المسيلة
عدد أعضاء مجموعة المسيلة «قوة الكويت» بلغ 31 شاباً كويتياً شارك منهم في المعركة 19 شاباً واستشهد منهم 12، وكتب الله النجاة لسبعة في حين وقف القدر حائلاً بين بقية أفراد المجموعة والمشاركة مع رفقاء دربهم إما بسبب وقوع بعضهم في الأسر وإما نتيجة لانقطاع سُبل المواصلات والاتصال بهم.
12 شهيداً
سيد هادي العلوي
عامر فرج العنزي
مبارك علي منصور
يوسف خضير علي
عبدالله عبدالنبي مندني
محمد عثمان الشايع
بدر ناصر العيدان
جاسم محمد غلوم
خليل خيرالله البلوشي
إبراهيم علي منصور
خالد أحمد الكندري
حسين علي رضا
متحف
ترك هؤلاء الأبطال على أرض الكويت آثارهم شاهداً للتاريخ في أرض القرين، وقد تفضل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، بزيارة هذا الصرح التاريخي وأمر بتحويل المنزل الذي كان كبقية المنازل المخصصة للسكن إلى متحف وطني ليكون شاهداً حياً وباقياً على صمود الكويتيين ورفضهم للخضوع للمحتل وليكون رمزاً للفخر ويمثل درباً يسير عليه الأبناء والأجيال.