رواق الفكر

أدب الرحلات

تصغير
تكبير

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائدِ

تفرج هم واكتئاب معيشة

وعلم، وآداب، وصحبة ماجدِ

يعتبر ابن بطوطة المغربي أمير الرحالين حول العالم. فقد خرج من بلده طنجة وسافر إلى بلاد الشرق الأوسط في مصر واليمن ومكة والحجاز وبغداد، وعبر العالم حتى وصل سومطرة والصين.

ركب البحر والإبل وسار ماشياً... يصور بذاكرته عجائب العالم وغرائبه، فهو مؤرخ وجغرافي وطالب علم، عاد إلى وطنه بعد تسعة وعشرين عاماً ليسجل رحلاته وأخباره في أطول رحلة حول العالم.

وقدم لنا أنيس منصور رحلته حول العالم في 365 يوماً، كتب خلالها عادات الشعوب وثقافاتها وغرائب مسالكها، ونقل لنا أخبارها وغرائبها فكان عميداً بحق لأدب الرحلات، كما كتب لنا: (أنت في اليابان) أسرار القيم اليابانية وثقافتهم، والتي سرعان ما يصل القارئ إلى أسباب نجاحهم وإبداعهم.

فالأم اليابانية مثلاً هي المسؤولة عن فلاح أو خيبة أبنائها في المدرسة والسلوك والأخلاق وليس الأب! هذه القيمة ضمن منظومة قيم يعيشها اليابانيون... بخلاف الأميركان مثلاً الذين يضعون مسؤولية فشل التلميذ على الأم والأب والمدرسة والمناهج... والمجتمع! فالمجتمع الياباني يحدد المسؤولية ويضع أصابعه على المسؤول دون توهان! فهم مجتمع إما أن ينظر بإجلال وتقدير للأم وإما إلى خيبة واستنكار لها على تربيتها!

نعود إلى السفر، حيث تكتشف الجديد من معالم وثقافات ومتاحف وعادات... ورحلات الكويتيين لا تحتاج إلى سرد فهي أكثر من أن تحصى.

ومن التجارب الكويتية رحلة الشيخ مساعد العازمي - رحمه الله - من الكويت إلى سرانديب ومنها عاد إلى مصر ليدرس في الأزهر الشريف علوم الدين، وتدرب على التطبيب وعلاج بعض الأمراض هناك... ولما عاد إلى الكويت عالج أهلها بما اكتسبه ونشر الدين وعلمه، وطالب أهل الكويت بتعليم البنات، الذي لم يكن مستساغاً حينها في منتصف وأواخر القرن التاسع عشر، مما اضطره إلى الهجرة إلى البحرين والمكوث بها.

السفر هو سياحة الأدباء لكسب العلم والأدب، ونقل الثقافة والمعرفة... فهل ما زلنا ننظر إليه كذلك؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي