بلا حدود

اتركوا رجال الداخلية!

تصغير
تكبير

كلما وقعت جريمة بأنواعها تعالت أصواتكم كالصواعق انتقاصاً من المنظومة الأمنية، وشنّت أقلامكم حرباً ضروساً على رجال الأمن، ونحسبها لكم غيرة على وطنكم وأبناء شعبكم، ولكن الغريب العجيب هو كلما تجرأ علينا أحدهم وسخر من قرارات الدولة وتطاول على هيبة رجال الأمن، وخرج عن اللياقة الأدبية في خطابه، انبرت أقلامكم دفاعاً عنه، وتساقطت دموعكم على الديموقراطية، وعلى مدنية الدولة وحضارتها، وعلى حرية الرأي المكفولة للجميع.

مرحى بمدنية الدولة، ولكن (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، مرحى لديموقراطية الدولة، ولكن (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف)، مرحى لحرية الرأي، ولكن (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).

في الكويت ولله الحمد تكشف الجريمة ويقبض على الجناة بأقل من أربع وعشرين ساعة، ولدينا قضاء عادل وحازم وصارم في أحكامه.

لذا ينبغي علينا أن نثق بالمنظومة الأمنية، ونُشيد بعمل رجال الداخلية، ونشد من أزرهم، (فمَنْ أمن العقوبة أساء الأدب). اتركوا رجال الداخلية يضربون بيد من حديد لكل مَنْ تسول له نفسه العبث بأمن البلاد والعباد.

نعم نحن مع أيّ شكل من أشكال الدولة، سواء كانت دولة قانون أو دولة قانون الطوارئ، حتى وإن كانت دولة بوليسية، لطالما سوف تجنبنا ويلات التشريد والخيم والشرب من ماء المستنقعات، ومنظر أطفالنا وهم يحملون دلو الماء من خيمة إلى خيمة - والعياذ بالله - وانتظار ما تجود به الدول من معونات.

وإن كانت ستحفظ لنا الأمن والأمان، وتحقق لنا الاستقرار، وتحمي الجبهة الداخلية من التمزق والتفكك.

وإن كانت ستقضي على رؤوس الفتنة الذين يضمرون الشر لهذا البلد، من خلال زعزعة الثقة برجال الأمن والانتقاص من المنظومة الأمنية، وإن كانت ستقضي على ناطق الرويبضة.

وإن كانت ستقضي على الخلايا الإرهابية والغروبات العدائية، وتردع المقتحمين لمؤسساتها، وتضع حداً للمتطاولين على هيبة الدولة وسيادتها.

لا يهمني مَنْ يسرق المال العام بقدر ما يهمني مَنْ يعبث بأمن البلاد، فسرّاق المال العام سوف يحترقون بأكل السحت.

سيدي معالي وزير الداخلية إن أمن الكويت وأمانها، وحفظ كرامة أبنائها واستقرار أهلها، وطمأنينة مَنْ يقيم عليها من الشرفاء، كل ذلك سيدي أمانة في عنقك وفي عنق رجال الداخلية الأبطال، اقطع يد كل مَنْ يحاول ضرب وحدتنا الداخلية بلا رحمة ولا شفقة ولا تحزن عليهم، فالمستقبل مخيف (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت).

لم ولن نكون لقمة سائغة لمرشدهم، لم ولن نكون صيداً سهلاً لأصحاب الوصايا العشر الذين شبعوا ورتعوا لمدة أربعين سنة، والآن يحاولون نشر الفوضى.

ينبغي علينا تعزيز مكانة جهاز أمن الدولة، كما ينبغي توسيع صلاحيات إدارة المباحث الجنائية، وزيادة المخبرين من غير الكويتيين، علينا زيادة رجال الشرطة من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والدراجات النارية، وراكبي الأحصنة.

فلن يطير طير من الكويت إلّا وجهاز الأمن يعلم متى طار؟ ومن أين طار؟ ولم طار؟ وأين سوف يهبط؟.

الله يحفظ الكويت ويحفظ أسرة آل الصباح الكرام حكاماً لنا، ويحفظ هذا الشعب الذي اشتاق للهدوء وراحة البال والاستقرار، مثلما في السبعينات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي