بوخالد... هذا ما نريده!

تصغير
تكبير

استمعت مرات عدة إلى الحديث السريع العفوي الجميل الذي أدلى به أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي رداً على أسئلة «الراي» بحضور عدة جهات إعلامية زميلة على هامش حفل تخريج دورة القيادة والأركان المشتركة في كلية مبارك العبدالله العسكرية.

بوخالد، وبأسلوب (السهل الممتنع) أوصل كل الرسائل التي نحتاج كمواطنين ومقيمين أن نسمعها، قالها متتابعة معتمداً مبدأ الوضوح التام مع عدم التهويل حتى وهو ينقل الأخبار المزعجة.

الرجل، في خطابه الإعلامي، حث الناس على رفع مستوى (المسؤولية الذاتية) وهي الغاية الأولى التي يمكن عبرها التعايش مع وباء كورونا وتخطي مخاطره. فقد تحدث عن الوباء وعن المتحورات وعن القلق وعن تصاعد الأرقام، وتحدث كذلك عن العناية المركزة والأجنحة الطبية التي يحتاجها مرضى آخرون ولكن مرضى كورونا ربما يشغلونها.

لقد عزّز، في خطابه الإعلامي، مبدأ المسؤولية الذاتية وهي جلّ ما يحتاجه العالم اليوم في ظل أسلوب (the new normal)، وحث كل مواطن ومقيم على المبادرة بطلب التطعيم، وضرب بنفسه مثالاً حياً لأهمية التطعيم في تجنب خطر الإصابة بالفيروس.

بوخالد لم يلجأ إلى التهويل ولا (التضهول)، بل كان هادئاً واثقاً مبتسماً فبدّد المخاوف من «بعبع» الحظر، ولم يتهم الراغبين بالسفر بالأنانية، بل قدّر صبرهم في ما مضى من شهور طويلة، وتفهّم حاجاتهم وقال لهم... المطار مفتوح، وروحوا سافروا وتهنوا، ولكنه حثهم وحث الجميع على تلقي اللقاح كون اللقاح هو بديل الحظر.

لم يفت حمد جابر العلي بالطبع الإشادة بالطواقم الطبية والتمريضية مستذكراً دورهم وتعبهم وتضحياتهم، فكانت لفتة مطلوبة من مسؤول رفيع في حق الجيش الأبيض.

جميل جداً أن يختلف المسؤول عن النمط التقليدي المعتاد.

جميل جداً أن يعطي المسؤول روحاً إيجابية يبثها في نفوس المتلقين.

جميل جداً أن يخاطب المسؤول أهل الكويت باللغة التي يحبونها فيضمن بذلك أن يستمعوا لها، ويقتنعوا بها.

هذا الأسلوب، هو الأسلوب الصحيح الذي يدخل قلوبهم حباً، ويدخل عقولهم منطقاً في آن واحد.

بوخالد... أنت «ولد أبوك» المبدع المرحوم بإذن الله الشيخ جابر العلي الذي طالما امتلك «السهل الممتنع» بعفويته وإبداعه الذي ينبع من الصدق ودون تصنّع أو افتعال... ومازلنا نذكره ونذكر ما قدمه لوطنه، فأكمل طريقه وطريقك... ودعواتنا لك بالتوفيق والسداد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي