إحصائيات مخيفة! هل صحيح أن هناك 327 حالة وفاة خلال الخمس سنوات الماضية، وتسجيل 9878 قضية - 8177 متهماً - كلها تتعلق بتعاطي المخدرات والاتجار بها وجلبها من الخارج! إذا كان ذلك حقاً؛ فشبابنا في خطر حقيقي، فلولا ضياع الأوقات وحيرة الشباب، وغياب القانون وتطبيقه... لما كان الأمر كذلك.
يقولون إن الوقت هو الحياة وهو عمر الإنسان ووعاء أعماله يملؤه بما يشاء.
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيعُ
وتزداد حاجة الإنسان لاستغلال الوقت خصوصاً في ربيع العمر وشبابه. فالشباب هم عماد الأوطان وعدته، وهم روح الحياة فيها؛ بل هم قوتها ومستقبلها، فكيف نحافظ على أبنائنا الشباب؛ ونحميهم ونوجه طاقاتهم؟ وما دمنا في بداية فصل الصيف، حيث الفراغ الطويل خصوصاً في المساء، فيحسن استغلال الوقت بالنافع المفيد من الأنشطة المختلفة الثقافية والدينية والعلمية والرياضية والتربوية وغيرها. الوقت إن ذهب فإنه لا يعود، والدولة وفّرت في أنديتها المختلفة وجمعياتها المتنوعة ومراكزها الكثير من الأنشطة النافعة، وسهلت على الشباب الالتحاق بها والاستزادة من خدماتها.
هنا تلعب الأسرة دوراً مهماً في إلحاق أبنائها بهذه الأنشطة ومتابعتهم، حتى لا يكونوا فريسة للفراغ وفساد الأخلاق ولصوص الشوارع. ويؤثر الإعلام تأثيراً مباشراً في نشر الوعي بأهمية هذه الأنشطة، وتبيان مكانتها في المجتمع، وتوجيه الشباب إليها لبناء مهاراتهم وقدراتهم وإمكانياتهم بالنافع المفيد.
والمجتمعات الحية تشغل أبناءها بالمسابقات العلمية والرياضية، خصوصاً في مراكز الشباب المنتشرة في المناطق والتي ما زال تأثيرها علينا منذ سبعينات القرن الماضي.
كانت مراكز الشباب تمتلئ بالشباب والتنافس بين مناطقها المختلفة، حيث المباريات والمسابقات الرياضية من كرة القدم واليد والسباحة والطائرة والهوكي وغيرها، بل حتى مسابقات الألعاب الشعبية من كيرم ودامه ودومنا، كما كانت هوايات الشباب وميولهم تلقى مكاناً خصباً لتنميتها في تلك المراكز، من خلال الأنشطة المختلفة كالطباعة والرسم والموسيقى والمسرح. ونجد كثيراً ممن تركوا إسهاماتهم في الفنون المختلفة في المجتمع، كانوا من خريجي المراكز الشبابية.
فالشباب ممتلئون بالطاقة والحيوية ولابد من تفريغها بالنافع المفيد، فلنحرص عليهم بالتوجيه والإرشاد؛ ولنعد لهم أماكن الترفيه والتسلية التربوية والنفسية، قبل أن ينتشل ما تبقى منهم لصوص الشوارع وتجار المخدرات ورفقاء السوء. مئات الشباب ضاع مستقبلهم بسبب لحظات من الوقت الضائع والنشاط المكبوت، اختلسها من لا يرغب في شبابنا رحمة ولا ذمة. إن الشباب والفراغ والجدة/ مفسدة للقلب أي مفسدة.
اللهم احفظ بلادنا وشبابنا من كل مكروه.