للكويت مكانة خاصة ومميزة في بلدان العالم قاطبة، ولسياسة الحكومة الكويتية نكهة ومذاق خاص عند الشعوب والمجتمعات والأفراد، فهي تحظى باحترام وتقدير وحب الجميع.
والأهم من ذلك كله موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وأحقية الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ومن رجاحة عقل الحكومة الكويتية أنها استثمرت في أفراد شعبها فغدت الشخصية الكويتية محل تقدير واحترام واهتمام العالم، ومن هذه الشخصيات التي سوف نتناولها في مقالنا هذا شخصية رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم.
هذا الرجل يستحق التقدير، لدفاعه المستميت عن الشعب الفلسطيني المظلوم، كما أنه حمل في ثنايا ضميره الإنساني قضية أطفال فلسطين المشردين والمعذبين من جنود الاحتلال الصهيوني، ولرعايته لحقوق المرأة الفلسطينية المناضلة من أجل أن تعيش حياة كريمة، ولتبنيه لمستقبل شباب فلسطين المتعلم المثقف، ولمؤازرته للحكومة والشرعية الفلسطينية، ولرفضه صفقة القرن.
كما تميّز رئيس مجلس الأمة بعلو أخلاقه، ورقي طرحه، وسمو أفكاره، ولهدوئه وصبره، ومسامحته وعفوه، هذا الرجل حقيقة أصبح واجهة حضارية لدولة الكويت، شكلاً ومضموناً، وصمام أمان للبلد، فعلاوة على ما ذكرنا من مناقبه التي ورثها كابراً من ظهر كابر، فهو مذ كان شاباً كان طموحاً، امتطى كرسي الرئاسة مُتحصناً بالعلم والمعرفة، مُثابراً مُجتهداً، عمل على تطوير نفسه، لديه ثلاث قراءات ممتازة: قراءة على الورق، وقراءة افتراضية، وقراءة عميقة للمشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ضليع ومقتدر، لديه بدهية حاضرة نافذة وذاكرة حافظة باسطة.
آخرها حينما رد على المختصين المعارضين على رفع الجلسة لعدم حضور الحكومة، وضرب مثالاً بجلسة مماثلة حينما انسحبت الحكومة وقام رئيس المجلس برفع الجلسة (وقتئذ)، وبحضور المختصين عينهم ولم يعترضوا على ذلك، إذاً المسألة ليست مسألة دستور، بل قضية أشخاص، لا أدري لماذا ربطتم ملف العفو الشامل بشخص رئيس مجلس الأمة، لقد قال قولته وهو ابن الدهاليز والأروقة السياسية، قال (العفو يطلب ولا يفرض)، هي جملة قصيرة ولكنها رسالة واضحة وموجهة.
لا يجوز وبأي حال من الأحوال، ولا يحق لأي عضو مهما كانت حصانته من الظاهر أو الباطن، أن يتجاوز حدود اللياقة الأدبية، ويتلفظ بألفاظ نابية وبكلمات بذيئة من السب والشتم على العلن في وجه رئيس مجلس الأمة، وكم كبر رئيس المجلس في أعيننا حينما رد على هذه الشتائم بقوله (اللهم إني صائم)، أنزلوا الناس منازلهم، فالرجل من علية القوم، وصبره وأناته وسعة صدره وطولة باله، نحن نعلم جيداً أنها نابعة من حبه وإخلاصه لهذا الوطن، فهو ليس بحاجة إلى كرسي أو مال أو جاه، اعلموا ذلك جيداً، أعانه الله على (ظاهرة الغوغائيين وفوضى الباطنيين)، التي سوف نتناولها في مقال لاحق.