ناشطون بيئيون يحذّرون من كوارث محتملة في حال حدوث أي تسرّب

خلل «بوشهر»... يولّد مخاوف كويتية!

تصغير
تكبير

فيما أعلنت إيران أن محطة بوشهر النووية توقفت عن العمل «بسبب خلل فني»، عبّر ناشطون بيئيون كويتيون عن قلقهم البالغ من تأثيرات هذا الخلل وما يمكن أن يسببه من ضرر للبيئة الكويتية، محذرين في تصريحات لـ«الراي» من أن «الأعطال المتكررة وسوء الصيانة في مفاعل بوشهر الإيراني يهددان دولة الكويت ومياهها الإقليمية»، ويمكن أن يتسبب أي خلل في كارثة حقيقية.

وكانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أعلنت في بيان، ليل أول من أمس، أن «المحطة خرجت عن الخدمة بسبب خلل فني حدث فيها»، وأنها «ستعود إلى الخدمة في غضون أيام عدة وسيتم ربطها مجدداً بالشبكة العامة للطاقة الكهربائية في البلاد».

من جهتها، أفادت شركة توزيع الكهرباء في إيران أن «انقطاع المحطة عن توليد الكهرباء بدأ منذ السبت الماضي ما سبب نقصاً في إنتاج الكهرباء في البلاد بمقدار ألف ميغاواط».

وبوشهر هي المحطة الوحيدة لإنتاج الطاقة النووية في إيران، وتقع على سواحل الخليج في منطقة غالباً ما تشهد نشاطاً زلزالياً وهزات أرضية. وسبق لدول الخليج العربي أن أبدت مخاوف من قرب المحطة من أراضيها، واحتمال حصول تسرب إشعاعي بحال ضرب المنطقة زلزال قوي قد يتسبب بأضرار في المحطة.

وبنت روسيا المحطة الواقعة على سواحل الخليج، وهي مزودة بمفاعل تبلغ طاقته 1000 ميغاوات، ودخلت الخدمة في 2013.

المزيني: أي خلل قد يؤدي إلى كارثة حقيقية

صالح المزيني

أكد رئيس جمعية المياه الكويتية الدكتور صالح المزيني لـ«الراي»، أن «الأعطال المتكررة وسوء الصيانة في مفاعل بوشهر الإيراني يهددان دولة الكويت ومياهها الاقليمية، وذلك بسبب افتقاره لمعايير الأمان وعدم شفافية الأنشطة فيه»، مشيراً إلى أن «مدينة بوشهر تقع على خط زلازل نشط،وأي زلزال كبير أو متوسط قد يؤدي إلى انقطاع مياه التبريد عن المفاعل النووي، الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة حقيقية بمعنى الكلمة».

وأضاف المزيني انه «من الاحتمالات في حال وجد خلل في المفاعل أن يتسبب في انتشار إشعاع نووي ستكون دولة الكويت، التي تبعد أراضيها عن بوشهر قرابة 250 كيلومتراً، أكثر المتضررين منه»، محذراً من «تلوث مياه الخليج العربي نتيجة ذلك، وعندما تتلوث مياه الخليج العربي بالمواد النووية تتعطل أو تتوقف جميع محطات تحلية مياه البحر التي توافر مياه الشرب لدولة الكويت ودول الخليج العربية، كما ستنفق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى».

وأكد أن «كل هذه الأخطار والأضرار البيئية ستصيب الإنسان في منطقة الخليج والبيئة والكائنات البحرية، إضافة إلى تلوث جوي وبحري بالقرب من الكويت فالكويت تعد الأقرب إلى المفاعل من أي مدينة خليجية أخرى».

فنيس العجمي: الأمر خطير ولا بد من أخذ كل الاحتياطات

فنيس العجمي

عبر الناشط البيئي الدكتور فنيس العجمي عن قلقه تجاه إغلاق مفاعل بوشهر الإيراني بشكل اضطراري، قائلاً «نشعر بالقلق بعد اطلاعنا على أنباء إغلاق محطة بوشهر بسبب خلل فني كون هذه المحطة قريبة جداً من الكويت».

وقال في تصريح لـ«الراي»، إن «التجارب العالمية في الأعطال التي تحدث في المفاعلات النووية، وعلى رأسها مفاعل تشرنوبل كانت مخيفة والنتائج كانت مضرة للأرض وللبشر والحياة الفطرية»، مضيفاً «آمل أن نأخذ كل احتياطاتنا، ونناشد الجهات الرسمية الاهتمام بهذا الأمر، ولا بد أن يكون هناك شفافية حول نوع الخلل الذي أصاب المفاعل والأضرار التي قد تنتج عنه، لأن الأمر خطير ونتمنى ألا يكون فيه تهاون ومن حق دول الجوار معرفة حقيقة وضع المفاعل».

محمد الصايغ: الكويت في مدى المفاعل ... والتسريبات النووية تنتقل بسرعة

محمد الصايغ

قال الناشط البيئي الدكتور محمد الصايغ لـ«الراي»، إن «الدراسات العملية أثبتت أن التلوث البيئي قد يكون السبب بتكاثر أمراض الجهاز التنفسي والأورام الخبيثة»، مشيراً إلى أن أخطاره «متنوعة وتمس في مجملها صحة الإنسان».

وأضاف: «بعد سماعنا خبر إغلاق المحطة النووية بمدينة بوشهر الإيرانية نتساءل ما هي أسباب هذا الإغلاق؟ هل هو فني روتيني أم بسبب حدوث تسريبات نووية؟ ففي حال وجود تسريبات نووية يجب على الحكومة الإيرانية فوراً القيام بالكشف عن مقداره بحسب مقاييس الحدث النووي التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويجب أخذ كل الإجراءات الاحترازية لتقليل تأثير هذه التسريبات في حال وصولها الكويت لا سمح الله».

وحذّر من أن «التسريبات النووية تنتقل بسرعة، خاصة وأن موقع الكويت الجغرافي يعتبر قريباً جداً من المحطة وفي مداها»، موضحاً أن «المواد المشعة الثقيلة عادة تسقط في محيط المفاعل، أما الخفيفة فمن الممكن أن تنتقل بواسطة الرياح أو مياه البحر فتؤدي إلى تلوثه كما تترسب بالتربة وتختلط معها وتدخل في تكوين الغطاء النباتي المزروع بهذه التربة ما سيعقد أكثر عمليات التطهير».

وختم بالقول «من المعروف علمياً وعلى أرض الواقع أن عمليات تطهير الأماكن المصابة بشكل كامل يعد أمراً مستحيلاً، ويستهلك الكثير من الجهد والوقت والمال، وعمليات التطهير تهدف لتقليل أو إبطاء تأثير المواد المشعة. وبعد حادثتي تشيرنوبل وفوكوشيما، بدأ العالم بالاستيعاب أن أخطار الأخطاء مكلفة جداً على الصعيد الإنساني والمالي والبيئي، لذا بدأ الكثير من دول العالم التي كانت سابقاً مهتمة بالطاقة النووية، كألمانيا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا، بالاستغناء عن الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء تدريجياً، وتعويضها بالطاقات المتجدّدة والنظيفة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي